طرابلس - العرب اليوم
تشهد سرت معارك عنيفة منذ اربعة ايام قتل واصيب فيها العشرات بين مسلحين من المدينة الواقعة في شمال ليبيا وتنظيم داعش الذي يسيطر عليها، بحسب ما افاد الجمعة مسؤول في المجلس المحلي لسرت.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس "سرت تعيش حربا حقيقية منذ الثلاثاء. المعارك العنيفة التي يخوضها مسلحون من المدينة في مواجهة تنظيم داعش لم تتوقف ابدا، وسط قصف متبادل وغارات جوية".
واضاف المسؤول رافضا الكشف عن اسمه "هناك عشرات القتلى والجرحى ولم نستطع حتى الان احصاء الضحايا من الشباب الذي يقاتلون تنظيم داعش، او قتلى وجرحى التنظيم، بسبب شدة المعارك".
وفي باريس اعلن السفير الليبي شيباني ابو حمود في تصريح لفرانس برس الجمعة ان المعارك بين عناصر تنظيم داعش في سرت ومسلحين من المدينة اوقعت ما بين 150 و200 قتيل، مناشدا المجتمع الدولي التدخل.
واضاف السفير "ان مجزرة فعلية تجري في سرت وندعو المجتمع الدولي الى التدخل"، مضيفا ان تنظيم داعش "ارسل تعزيزات الى سرت وشن هجوما على الاحياء السكنية التي تقاومه".
واتهم السفير التنظيم المتطرف بانه "يرتكب مجازر بحق السكان حتى ان بعض الاشخاص قتلوا في منازلهم".
ودعا المجتمع الدولي الى "التدخل لوقف تدفق المقاتلين من الدول المجاورة او عبر البحر لتعزيز صفوف تنظيم +الدولة الاسلامية+ ولوقف وصول الاسلحة اليه".
وكانت وزارة الدفاع في الحكومة التي تدير العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا" ولا تحظى باعتراف المجتمع الدولي، اعلنت الثلاثاء في بيان انطلاق "عملية تحرير سرت من تنظيم الدولة الارهابي".
واوضحت ان هذه العملية تتم بمشاركة "شباب واهالي مدينة سرت وقواتنا الجوية الباسلة وثوارنا الاشاوس".
وتقوم طائرات تابعة لقوات هذه الحكومة بقصف مواقع للتنظيم المتطرف في سرت منذ الثلاثاء، بينما يخوض مسلحون من المدينة مواجهات عنيفة مع بدات في الحي الثالث في شرق سرت الخاضعة بكاملها لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية منذ حزيران/يونيو.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا وتعمل من شرق البلاد اليوم عن شهود عيان في سرت قولهم ان تنظيم الدولة الاسلامية "ارتكب ابادة جماعية بالحي رقم 3" بعدما "قصف الحي بالراجمات والاسلحة الثقيلة مما ادى الى سقوط العديد من القتلى بينهم اطفال ونساء".
وطالبت الحكومة المعترف بها في بيان مساء الخميس نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك المجتمع الدولي "بأن يتحمل كامل مسؤولياته الاخلاقية، وان لا يظل مكتوف الايدي دون الاستجابة لمطالب الحكومة الليبية المتكررة لردع هذا العدوان الغاشم".
واستنكرت "ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الدول الكبرى في محاربة داعش في العراق وسوريا، وتغض الطرف عنهم" في ليبيا.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد الصيف الماضي بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان موازيان يديران العاصمة.
ووفرت الفوضى الامنية الناتجة عن النزاع موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي طرد في تموز/يوليو من مدينة درنة الواقعة في اقصى الشرق الليبي اثر معارك خاضها مع جماعات مسلحة محلية مناهضة.
ا ف ب