مكتبة الإسكندرية

 

 

شهدت مكتبة الإسكندرية، الأحد، ندوةٍ ضِمن النَّدوات والأنشطة الثقافية المُصاحبة لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، تحت عنوان "تحديات المسرح السكندري"، والتي أُقيمت مساء السبت الماضي في المسرح الصغير.

وصرَّح الكاتب سامح عثمان بأهمية وجود أجندة ثقافية واضحة ومحدَّدة توضع من جانب مُتَّخذي القرار ويتم التعاون في ذلك مع جميع الجهات المعنية، وعلَّق ساخرًا على استفسار من أحد الحضور عن "قلة عدد دور العرض" في محافظة الإسكندرية بأن عدد قصور الثقافة أكثر من عدد أقسام الشرطة، ولكن "على الورق" ودون إدارةٍ جيدة وحُسن استغلالٍ لها.

كان ذلك عقب عرضٍ شاملٍ للدكتور جمال ياقوت والفنان سعيد قابيل للمشاكل والمعوقات التي تؤثِّر بالسلب على الحركة المسرحية في الإسكندرية، ومحاولة إيجاد حلول واقعية للتغلب عليها.

وتمثلت أهمُّ المُشاكل في قلة عدد دور العرض، وبيروقراطية العمل مع القطاع الحكومي ورفض الأعمال المسرحية من قِبل القطاع الثقافي في الدولة، وقلة الوعي المسرحي الخاص بالتعامل مع المساحات لدى بعض المسرحيين، وغياب المعلومات وعدم وجود استراتيجية وخطط واضحة للعمل، ومحدودية التعاون وانعدام الشفافية بين المجموعات بعضها البعض وأيضًا بينها وبين المؤسسات الحكومية والمراكز الثقافية، ونقص التدريب على كل المستويات الفنية والتقنية والإدارية، وقلة مصادر التمويل وتوفير الإمكانيات، والمركزية بسبب تسرب الكفاءات المدربة إلى العاصمة، وأخيرًا وليس آخرًا نقص دراسات التسويق الدعاية.

وقدمت الندوة عددًا من الحلول المقترحة، ومنها عمل بروتوكولات تعاون، وتقديم مشاريع لتدريب المدربين الثقافيين والإداريين والتقنيين، واستقطاب عناصر جديدة للعمل في التقنيات المسرية (الصوت، الإضاءة، الوسائط المُتعدِّدة)، ومساعدة الفرق المسرحية في تكوين كيان قانوني وهيكل إداري، وتبادل المعلومات، وتصميم خطط لبناء جمهور قوي، وعمل دراسات واقعية تهتم بتسويق المسرح بطرق جيدة، وإنشاء أكاديميات بديلة لتعليم الفنون، وتكوين شبكة مسرحية قوية وفاعلة في أوساط المسرح في المحافظة، وإقامة اجتماعات دورية لمناقشة ما تم إنجازه وتقييمه، ووضع رؤية مُستقبليَّة شاملة.

وتطرقت الندوة أيضًا إلى عددٍ من المواضيع المهمة؛ ومنها: فرق مسرحية جديدة بالإسكندرية وإنتاجها بشكل مستقل، ومسرح المنهج الدرسي وعزوف الناس عنه لعدم وجود احتياج وانعدام الوعي من جانبهم، ومشكلة عدم تجديد الوسط الفني وانعدام ظهور وجوه مسرحية جديدة، وأزمة الشباب الفنية والنوع من العجرفة والتعالي من بعضهم لعدم الرغبة في التعلم من تجارب القُدماء في المجال، والميزانية، وتغيير القيادات المُستمرّ.

وتناولت الندوة قضية "عدم وجود نقابة للمستقلين"، إذ ذكر الفنان سعيد قابيل أنه لم يتم الوصول إلى صيغة تُعطي هيْكلة وشرعيَّة لإقامة نقابة لفنانين المسرح المُستقلِّين، وعلَّل ذلك بكثرة تعاقب الحكومات وأنظمة الحُكم السياسية بالإضافة إلى تغيير الدساتير المُتكرِّر.