يوقع الكاتب فارس الذهبي، كتابه الجديد «زفرة السوري الأخيرة»، في بيروت، الجمعة المقبل، ضمن إطار تظاهرة منمنمات من أجل سورية، التي تقام تكريمًا للفن السوري بعيد الثورة، والتي تقام في مسرح دوار الشمس في بيروت، بإشراف المخرج الكبير روجيه عساف. و«زفرة السوري الأخيرة»، هي كتاب مسرحي يحتوي على مسرحيتين تقاربان الحالة السورية والعربية بعيد أحداث ما أطلق عليه الربيع العربي، زفرة السوري الأخيرة. يقدم الكاتب في المسرحيتين عرضًا شاملا ودقيقًا وأحيانًا تفصيليًا للأسباب النفسية والظروف الاجتماعية والمكانية التي أدت إلى تغول الحكم الشمولي في بلداننا، ولاسيما في سوريا والعراق، حيث حكم حزب البعث بيد من حديد وأخرى من نار طوال ما يقارب نصف قرن. في المسرحية الأولى، «زفرة السوري الأخيرة» يقوم الكاتب بفك وفهم ارتباط البلدين التوأمين العراق وسوريا، اللذين ارتبطا عن طريق حكم حزب البعث لهما، على يد ضباط نشأوا وتربوا وتدربوا في نفس المكان ،ففي النص يلتجأ الجنرال سعدون الهارب من جحيم حرب الخليج وسقوط نظام صدام حسين إلى الفردوس البعثي الأخير في سوريا، حيث استقبلت سوريا كل البعثيين الهاربين من سعير المطاردة في العراق كمجرمي حرب، وهكذا يدخل الجنرال بيت صديقه الصدوق أبو كمال الراحل، ويبدأ رحلته الجديدة داخل بيته الذي يراه سعدون من منظار البعث فقط وليس من منظار الأسرة والحياة الطبيعية ،فيبدأ بفرض رؤيته وأسلوبه الصارم على أفراد العائلة التي استقبلته كبطل حرب وصديق قديم للوالد الأب، حتى يصل الأمر به إلى السيطرة السرطانية الكاملة على العائلة قبل أن تنتفض بوجهه. تفتح المسرحية ملفًا لا يزال بعيدًا عن أسئلة الفن المحرجة والشائكة، وتطرح الأسئلة عن لحظة من أكثر اللحظات تأثيرًا في تاريخنا العربي الحديث، والمسرح أكثر الفنون جدارة بمثل هذه اللحظات، بل وأكثرها استحقاقًا لحمل مسئولية الكشف عما يحولنا في الزمان والمكان، المسرح هو، بالضبط ما نفتقده، ما نحن بحاجة إليه الآن أكثر من أي وقت مضى، الجدير بالذكر، أن الكتاب طبع في القاهرة 2013، عن دار الكتب خان، وسيطرح قريبًا في الأسواق العربية.