أيام مهرجان شيفيلد

بدأت يوم أمس السبت، فعاليات الدورة الثالثة لأيام مهرجان شيفيلد في عمان، حيث جرى عرض الفيلم التسجيلي الأردني الطويل المعنون (لسة عايشة) للمخرجة أسماء بسيسو.

و تناول الفيلم حياة فتاة وجدت نفسها تحت وطأة ظروف عائلية صعبة نزيلة في احد اماكن ايواء الفتيات، الا انها اخذت على عاتقها محاولة اثبات وجودها كفتاة متعلمة وعاملة وتمتلك قراراتها الصعبة متجاوزة نظرة المجتمع التقليدية.

وأقامت المخرجة بسيسو حوارا من خلف الكاميرا مع الفتاة كاشفة عن محطات ومواقف وحكايات مؤلمة واجهتها الفتاة واقرانها بكل جرأة وشجاعة وتحد بعد ان وجدت ذاتها منذ طفولتها في عزلة عن والديها.

تفتح كاميرا الفيلم الذي تجاوزت مدته السبعين دقيقة على مشهد للفتاة عايشة وهي في بيئة وادي رم، مبينة عن تحولات في مصير الفتاة منذ كانت طفلة الى ان اخذت قراراتها في التعليم الجامعي والسكن والعمل والسفر ، وكل ذلك عبر الصورة الفوتوغرافية والمواد الفيلمية المستمدة في بعض المواقف من الارشيف.

قدمت اسماء بسيسو صاحبة العديد من الافلام التسجيلية اللافتة في فيلم (لسة عايشة) معالجة قوية تحمل بصمة خاصة في مشهديات سردية توثيقية يرشح منها احيانا المنحى الدرامي لدى شخصيات تعاني مأزق الاغتراب والعزلة وايضا في تهميش حقها بالعيش الكريم ، جاء هذا كله بوضوح وعلى نحو مباشر ولكن دون تشنج او تسول لعواطف المتلقي في لغة الفيلم.

إلى جوار فيلم الإفتتاح تشارك في الايام التي تتواصل لغاية الخميس المقبل أفلام هي : "قصة حب سورية" لشون ماكلستر (بريطانيا)، "نظرة الصمت" لجوشوا اوبنهايمر (أندونيسيا/الدنمارك)، "اخوات في السرعة" لأمير فارس (فلسطين)، "ارض العصابات) لماتيو هيتمان (اميركا/المكسيك)، وفيلم "أم غايب" لنادين نصيب (مصر)، وفيها جميعا اشتغالات ترصد جوانب من تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في امكنة وازمنة متنوعة في كل من: الأردن وفلسطين وسوريا ومصر واندونيسيا واميركا اللاتينية والولايات المتحدة وأوروبا.

وتتيح الأيام التي تاتي بتنظيم الهيئة الملكية الاردنية للافلام وبالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ، الفرصة للمهتمين وعشاق السينما في المملكة، الإطلالة على تجارب وخبرات مبدعي هذا الصنف من الافلام التي تتميز ببراعة صانعيها في التقاط موضوعات افلامهم من الواقع، وصوغها بأساليب جمالية ذات مستوى حرفي رفيع.