المسرحية

اسدلت "ايام الشارقة المسرحية" في دورتها 26 الستارة على عروضها مساء أمس بمسرحيتي "ظل الحمار" للمخرج الشاب انس عبدالله عن نص "فردريك دورينمات" و "سجل كلثوم اليومي" للمخرج حسن رجب عن نص لمحمود ابو العباس على مسرحي معهد الثقافة بالشارقة.

العرض المسرحي "ظل الحمار" تحدثت حكايته عن تداعيات خلاف يدب بين صاحب حمار يؤجر حماره ليركبه طبيب اسنان متوجها الى قرية، بسبب خلاف على شمولية هذا الظل الذي يستظل به الطبيب في طريق رحلته اتقاءً من حرارة الشمس او عدمه من اتفاق الاستئجار، لتتوالى الاحداث بعد ذلك متنقلة بين مشاهد التقاضي وانقسام الناس بين مؤيد لهذا او لذاك في اسلوب من الكوميديا الخفيفة.

وفق مخرج العرض المسرحي الذي اتكأ على التغريب والعبث مقتربا من برتولد بريخت، في انشاء فضاء مسرحي منذ بداية المسرحية، يتواصل مع الصالة بحيث عمل على ازاحة الكواليس ونقل اللعب المسرحي الى خارج العلبة من خلال تواجد شخصية "الراوي" التي شكلت حضورا واضحا في الاداء، واتقانها الربط بين المشاهد، بين مقاعد الجمهور وتنقله في سرد الحكاية بين الصالة والخشبة، اضافة الى باقي الممثلين المشاركين في العرض والذين انتقلوا الى اسفل الخشبة في عدد من المشاهد.

المسرحية التي جاءت بأسلوبية الكوميديا السوداء محملة بإسقاطات اجتماعية وسياسية، تميز ببساطة السينوغرافيا وقطع الديكور وتوظيفها في اكثر من علامة بصرية.

كما وفق المخرج في انشاء "ميزانسين" منضبط لكتل الديكور، وحركة الممثلين رغم انه شابها بعض الفوضى في بداية العرض.

فيما تحدث العرض المسرحي "سجل كلثوم اليومي" عن امرأة عزلت نفسها عن العالم الخارجي وخلقت لنفسها عالمها الخاص الذي راوح بين الخيال والواقع، هربا مما تتعرض له المرأة من قضايا تنتهك انسانيتها.

العرض المسرحي الذي تستدعي فيه شخصية العرض الرئيسة ذكريات الالم ويطرح واقع المرأة والعلاقة الجدلية مع الرجل، شهد تداخلا كبيرا بين جدية الثيمة والتراجيديا والكوميديا المفرطة.

كما اختتمت مساء امس آخر الندوات الفكرية والتي حملت عنوان "النص المسرحي، والصحف والقراء".