يستضيف الصالون الثقافي بوزارة الثقافة والفنون والتراث ، الأربعاء، المفكر والروائي الدكتور بنسالم حميش وزير الثقافة المغربي السابق في لقاء حول الرواية والتخيل التاريخي، وذلك ضمن الموسم الثقافي للصالون لهذا العام.
ويتناول حميش في لقائه الفرق بين تناول المؤرخ والروائي للأحداث في ظل ما يتوفر في عصرنا من مقولات وأدوات من شأنها تقوية جبهات ومراصد جديدة في حقل المعرفة التاريخية والإبداع الروائي، وهي على سبيل المثال لا الحصر: التصورات والتخيلات والمشاعر الجماعية في هذه الحقبة أو تلك ،حول أمور الحياة والموت والمعاد، الأوبئة والمجاعات والطواعين، الحروب وحركات العصيان والتمردات الفاشلة أو المسحوقة وغير ذلك مما يجعلنا أمام المجتمع وعمرانه بالمعنى الخلدوني وما بعده.
وتمثل هذه القضايا، مجالاً حيوياً وحقلاً ثرياً للروائي، لا سيما وأن الشهادة أو الوثيقة التاريخية لا تغطي مجالات المظاهر الروحية واللاشعور أو الحياة الباطنية بوجه عام، ولا تطال أيام وأعمال أصناف مجتمعية بكامله، فضلاً عن الأدبيات الشفوية والمرويات اللامكتوبة.
فمجال الرواية التاريخية يتناول هوامش كثيرة لا اهتمام أو لا طاقة للمؤرخين بها، وبالتالي فإنها عند فاعلي الرواية التاريخية أو رواية التاريخ المتخيل تقوم مقام زادهم الأثير ومرتعهم الخصب المتجدد.
والدكتور بنسالم حميش حاصل على دكتوراة من جامعة باريس في الفلسفة وله العديد من الروايات التي ترجمت بعضها إلى العديد من اللغات، وهو عضو في العديد من الجمعيات والمؤسسات العربية، وقد اختيرت روايته "مجنونة الحكم" ضمن أفضل روايات المائة في القرن العشرين. وقد حصل الكاتب على العديد من الجوائز العالمية.