نظم نادي أسرة القلم الثقافي بالزرقاء مساء الأحد أمسية لبحث واقع الصراع العربي الاسرائيلي في ظل الأحداث العربية الأخيرة. وقال القاص والناشط السياسي ياسر قبيلات ان القضية الفلسطينية أساس الصراع العربي الاسرائيلي، وستبقى كذلك رغم نشوء معارك وصراعات عديدة ومختلفة في المنطقة ومحاولات السياسة والاعلام والواقع المحيط تغييبها ووضعها في مرتبة هامشية. ولفت الى ان الحديث عن المثقف العربي بقي أقوى من الحديث عن الثقافة العربية ومؤسساتها، ما أدى الى اختزال الثقافة في أفراد وبقاء مصيرها رهنا لطموحاتهم الشخصية أو حتى لمحاولاتهم تأمين رزقهم . وأكد ان الأحداث العربية استنزفت طاقة الشارع العربي في جهد كرس لديه الشعور بلا جدوى التغيير، مثلما أدت هذه الأحداث الى تمزق النظام العربي وحولته الى مجموعة من الدول التي لا تحتكم الى أية برامج أو حتى أجندات مشتركة. وأوضح ان الأحداث العربية كشفت ان الوازع الديني لدى جماعات الاسلام السياسي، بما يتعلق بفلسطين باعتبارها أرض مقدسات، ليس مبدئيا، كما خلقت الأحداث العربية عناوين لصراعات فرعية خطرة، اذ ان دول ما يسمى بالربيع العربي انتهت الى ظهور انقسامات ذات طابع طائفي أو انقسام بين قوى علمانية وأصوليات متطرفة تقوض النسيج الاجتماعي والثقافي، بينما بقيت قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية تراوح مكانها، وأحيانا تراجعت. وأشار الى ان القضية الفلسطينية دخلت مرحلة شهدت فيها تحللا متسارعا، وذلك منذ تحولها من قضية تحرر وطني الى قضية سياسية مطروحة على مائدة المفاوضات ومدرجة على جدول الزيارات، ومن قضية دولة وكيان الى مجرد قضية سلطة وأرض وسكان ولاجئين في منطقة، وبين أمة عاجزة. وأضاف ان الحقوق الفلسطينية لا يمكن تأمينها جزئيا دون استعادة الأساس المادي لها، والمتمثل في دولة حاملة للهوية الفلسطينية وحاضنة لحقوق الفلسطينيين كاملة، فيما يمثل أي واقع سياسي آخر على أرض فلسطين تعطيلا جذريا لمفاعيل الحقائق والكتلة الجيوسياسية التي يشكلها العالم العربي. وتبع الأمسية التي حضرها جمع من الكتاب والمثقفين والناشطين السياسيين والشخصيات الوطنية، نقاش وحوار، حيث أجاب قبيلات على جميع الأسئلة والاستفسارات.