قال الدكتور هاني رزق عضو مجمع اللغة العربية إن الظاهرة الانبثاقية هي سيرورة طبيعية إبداعية تشتمل على ظهور خاصيات جديدة كليا لظاهرة او لمادة ما لا يمكن استنتاجها من دراسة خصائص مكونات الظاهرة أو المادة المنبثقة وإن معظم مظاهر الحياة وموادها هي ظواهر انبثاقية طبيعية إبداعية. وأضاف رزق في محاضرته بعنوان "العقل ظاهرة انبثاقية" التي ألقاها ظهر أمس في قاعة المحاضرات بمجمع اللغة العربية.. إن العقل هو ظاهرة انبثاقية تتمثل بمجموعة من السيرورات والمضامين النفسية المنظمة انبثقت من الخلال التي يمتلكها الإنسان دون غيره من الحيوان. وتتمثل تلك الخلال وفق رزق بالقشرة الدماغية المستحدثة وانتصاب القامة وتقابل الابهام مع بقية أصابع اليد والشكل الفراغي للحنجرة والثنيتين الصوتيتين إضافة إلى القانون الأخلاقي موضحا أن الدماغ هو مركز تنسيق هذه السيرورات والمضامين. وأشار رزق إلى أن هذه السيرورات والمضامين النفسية تتيح للفرد أن يستجيب للمنبهات الخارجية والداخلية استجابات متكاملة وتفاعلية بحيث تقيم علاقات سببية بين ماضي الفرد ومستقبله مبينا أن من اهم السيرورات العقلية هي المحاكمة والإدراك والتعلم والتفكير والتذكر والشعور والحس والتصرف بحكمة وذكاء حيث توجد في افراد البشر كافة فهي بشرية النوعية وجينية الاشتقاق أي ذات نمط ظاهري جيني المنشأ. أما المضامين العقلية فهي خاصيات فردية تتباين وفقا لتجارب الفرد ونمط تربيته وتعلمه فهي اذا فردية النوعية أي ذات نمط ظاهري وبعد جيني. وعرف رزق الانتروبية بأنها توزع عشوائي للمادة وبخاصة مادة الكون التي هي في تبدد مستمر موضحا ان اول انتصار عليها كان بنشوء الحياة وانتظام مادتها وتوليد الطاقة التي تحتاجها لاستمرارها وتطورها وعندها ادرك الانسان وجوده في مجتمعات راسخة وخلق القانون الاخلاقي للانسان الذي صانه حتى الآن من الانقراض. يذكر أن الدكتور هاني رزق حاصل على إجازة في العلوم الطبيعية من الجامعة السورية 1956 ودرجة الدكتوراه بالفلسفة في علم البيولوجيا من جامعة فيرجينيا وعمل أستاذا لعلم الجنين بكلية العلوم في جامعة دمشق من عام 1964 حتى عام 2003 ونشر أبحاثا علمية في مجلات عالمية مرموقة بالفرنسية والإنكليزية وأنجز عددا من المشاريع العلمية الخاصة في الكيمياء الحيوية وعلم المناعة والبيولوجيا الجزيئية.