أقام المركز الثقافي العراقي في بيروت، أمسية ثقافية بعنوان "بغداد الحاضر الدائم"، لمناسبة الاحتفال ببغداد عاصمة الثقافة العربية للمؤرخ الأب الدكتور سهيل قاشا، في حضور جمع كبير من المثقفين العراقيين واللبنانيين. ادار الأمسية عمران القيسي الذي نوه بمدينة "بغداد اهل العشاق والشعراء والعلوم والفنون واهل التصوف"، معتبرًا انها "السر الذي كشف جانبا منه المتصوف المدفون ببغداد الحسين بن منصور الحلاج وهي سر الجمال والاسرار والفن والأدب والتاريخ ام الدنيا". وتحدث الأب قاشا، فرأى انه "لا يمكن ايجاز بغداد في ساعة او ساعتين من الزمن، وقال: "لمدينة شغلت الأدباء وتغنى بها الشعراء والمغنون وعاصمة الخلافة الاسلامية، بغداد العلماء والمفكرين، المدينة المدورة التي اضاءت النور للعالم من خلال ما قدمته للإنسانية وهي قبلة المستشرقين وأول مدينة احتوت على اكثر من 1000 طبيب وهذا في حد ذاته يؤكد ان مدينة بغداد هي مدينة العلم والعلماء وضمت أول جامعة للدراسات الإنسانية والعلمية مدرسة المستنصرية". واوضح ان "بغداد هي مدينة المحبة والتآخي على مد الدهور ولم تعرف يومًا ما العنصرية والتمايز على حساب الاخر أبدًا، فكل اهلها وسكانها بجمعهم على العيش في كنف فضاء التسامح والتفاعل على كل شيء"، لافتا الى انها حظيت بمحبة العالم لما قدمته للانسانية من ارث حضاري ومستوى رفيع وعال من الرقي في احترام الانسان والعيش المشترك رغم كل ما تعرضت له من غزوات وتدمير". وأشار الى انه "عاش في احيائها المتقاربة وبيوتها المتصافة أهلها من المسلمين والمسيحيين والأديان والأقوام والاخرى من دون النظر الى ديانتهم او مللهم بأخوة تربطهم الانسانية وحب الوطن في ما بينهم، وعاداتهم الأصيلة التي زادت من وحدتهم وتماسكهم". وتخلل الامسية عدد من المداخلات لكل من مدير المركز الدكتور علي عويد العبادي والسيد هاني فحص والسيد ناصر الحجاج والسيد عباس القريشي. وفي الختام منح المركز درع الوفاء للباحث للدكتور قاشا تقديرًا وإعتزازًا لما بذله من أجل العراق قدمه له الدكتور العبادي.