استقبلت رئيس مجلس إدارة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث ، وزيرة الثقافة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، في مكتبها اليوم الشاعر الفلسطيني المتوكل طه الذي قدم شرحاً مسهباً للوضع الثقافي الفلسطيني في صراعه المحتدم مع إجراءات الاحتلال الساعية إلى استلابه وتعطيله وتفريغه من محتواه الوطني والحضاري والإنساني. وكان الشاعر طه قد جال على أكثر من عشرين مركزاً ثقافياً في البحرين، بعد أن استقبله مدير المسرح الوطني البحريني والمسؤول عن متحف البحرين الوطني. وفي قاعة بيت الشعر في مركز بيت الشاعر إبراهيم العريض في قلب العاصمة البحرينية المنامة، أحيا الشاعر المتوكل أمسية شعرية طوّف فيها على أرجاء فلسطين من القدس إلى حيفا مروراً ببيارات يافا وغزة ليتوقف أمام المعتقلات الإسرائيلية ويقدم التحية بقصائده لأسرى الحرية الذين هم على موعد قريب معها. وفي رحاب المنامة استحضر الشاعر طه القدس التي قدمها باعتبارها أرضاً سماوية واقرب نافذة إلى الله وعاصمة عواصم الكون، والتي ستظل موئلاً للحياة والبقاء، وهي تنتظر الرايات التي ستنبض على أسوارها، فاتحة ذراعيها للعائدين غير منقوصين إلى أرضهم الأولى. ووسط حشد كبير غير مسبوق من الشعراء والأدباء وممثلي وسائل الإعلام والفضائيات، وأعضاء السلك الدبلوماسي وأبناء الجالية الفلسطينية، ومحبي الشعر، وطاقم سفارة فلسطين. قرأ المتوكل مقاطع من قصيده المعروفة "نصوص حنظلة" أتبعها قصيدته عن الشهداء الأفذاذ، ليختتم الأمسية بتقديم نص طويل بعنوان " نشيد إنشاد المنامة " الذي ألهب الحضور، وجعل الشيخة مي تعبر عن سعادتها وفرحها بهذه القصيدة، وأبدت إعجابها بهذه الإبداعات التي تعمق العروبة والوحدة بين أبناء الأمة الواحدة. يذكر أن الشاعر البحريني الكبير إبراهيم بوهندي رئيس أسرة اتحاد كتاب وأدباء البحرين قد قدم المتوكل بقراءة نقدية عميقة لإبداعه ومنجزه الذي تجاوز الأربعين كتاباً، وجعله واحداً من المتقدمين والمكرسين في المشهد الشعري والثقافي العربي. وفي ختام الأمسية التي أثارت شجون الحضور وبعثت فيهم الأمل وتعانقت فيها القدس بالمنامة، قدمت الوزيرة الشيخة مي آل خليفة درع البحرين الثقافي للشاعر الفلسطيني المتوكل طه، وعبرت عن سعادتها باستضافته على أرض البحرين التي هي أرض كل العرب وحاضنة المبدعين. وعبر المتوكل طه عن شكره لمعالي الوزيرة الشيخة مي على كل ما قامت به من انجازات تاريخية وحيوية لإنهاض الواقع الثقافي في البحرين، وعلى إصرارها لفتح بوابات التثاقف وتعميق الصلات بين البحرين وميحطها العربي والإنساني. وأشاد المتوكل طه بمديرة البرامج الثقافية لمجموعة مراكز الشيخ إبراهيم ، أزميرالدا قباني، التي اصطحبت الشاعر في زيارة ميدانية للمراكز الثقافية قدمت خلالها شروحات وافية عن كل مركز واختصاصه وتاريخه، والبرامج العتيدة التي تنوي المراكز إحياءها، بدعم حاسم وأكيد من رئيس مجلس الأمناء الشيخة مي آل خليفة، التي استطاعت ان تستثمر في الثقافة ما جعلها نموذجاً ينبغي لكل المشتغلين بالثقافة في العالم العربي ترسم خطاه. وقام الشاعر طه بزيارة لسفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين شاكراً السفير الفلسطيني طه محمد عبد القادر، ونائبه محمد الترك، والمسؤول الإعلامي والثقافي الصحفي نظمي العرقان، وطاقم السفارة، على جهودهم المشكورة في جمع الجالية وخدمتها، وعلى حراكهم المتواصل في تمتين العلاقة الاخوية بين فلسطين والبحرين. ظل أن نقول إن لقاءً موسعاً قد جمع الشاعر طه مع أبناء الجالية الفلسطينية، حيث وضع الحضور في صورة المشهد الفلسطيني بشكل عام، والثقافي بشكل خاص.