استضاف متحف محمود درويش  في رام الله، مساء اليوم الاثنين، الأديب والشاعر التونسي المنصف الوهايبي. وقال الشاعر إن هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها رام الله، حيث زارها عام ألفين عند اندلاع انتفاضة الأقصى، بدعوة من بيت الشعر الفلسطيني، رفقة الشاعر الراحل محمود درويش، مبينا أن المدينة اختلفت هذه الأيام عن تلك الزيارة. وعن علاقته بفلسطين، قال: إنها بدأت في مرحلة مبكرة، في أولى محاولاته الشعرية أيام المرحلة الثانوية، من خلال أحد أساتذته الذي 'فتح عيوننا على فلسطين، كما تعرفنا على شعر عبد الرحيم محمود وإبراهيم طوقان وفدوى طوقان في الجامعة'، مضيفا: أنه من أولى قصائده عن فلسطين كانت قصيدة عن اللاجئين الفلسطينيين، سنة 1964. وعن الشعر الفلسطيني؛ قال الوهايبي إن له وضعا مختلفا، كونه يمر بظروف مختلفة، مبينا أن 'الشعر لا ينتسب للجغرافيا، بل ينتسب للغة، وعندما نقول شعر تونسي أو مصري فإنها تسمية تعاني من قلق العبارة، ومع ذلك الشعر الفلسطيني له وضع مختلف بسبب وضع فلسطين، وأعتقد أنه في مقدمة الشعر العربي'. وبين أن الشاعر الراحل محمود درويش نقل الشعر العربي إلى مرتبة الشعر العالمي، وتشدني في هذه الشعرية قوتها وفيه نصوص زاخرة، تجعلك تتمثل وتستحضر المكان الفلسطيني، والشعر الفلسطيني لا يمكن إلا أن يكون هكذا، فلسطين تتحول عند درويش ذريعة لكتابة الشعر. وحول علاقته بدرويش، أوضح أنه كان دائم الالتقاء به، إذ التقاه أول مرة في القيروان سنة 1977، وتشاركنا في أمسية شعرية، ولا أزال أتذكر قصيدته التي ألقاها هناك. وعن علاقته بالأمكنة أوضح الوهايبي أن الأمكنة بالنسبة له 'أماكن شعرية، وربما تكون أقرب لأفضية، وأن الشعر لا يمكن أن يتمثل الأمكنة أحيانا، وعندما أكتب عن الأمكنة فأنا أكتب عن التاريخ'. ومن أبرز أعمال الشاعر الوهايبي 'من البحر تأتي الجبال'، 'مخطوط تمبكتو'، 'ميتافيزيقا وردة الرمل'، و'معشوقة آدم'.