الاهتمام بالذائقة الفنية للأطفال وتنمية قدراتهم في مجال الرسم وخلق تالف بينهم وبين اللون هو الهدف الذي يحاول المركز الثقافي العربي في جرمانا الوصول إليه من خلال ورشات الرسم التي يقيمها بشكل أسبوعي لرواد المركز من الأطفال. وقالت الفنانة التشكيلية سراب الصفدي لـ سانا إن العمل على ورشات رسم الأطفال يخلق جوا حميميا لهم ويخرجهم من عزلتهم المنزلية التي تفرضها الأزمة فهم جاؤوا برغبة شديدة ليعبروا عما في داخلهم حيث بدؤوا يرسمون مدينة دمشق حسب الموضوع الذي طرح عليهم بألوان مختلفة كالفحم والرصاص والايكريليك وفق الأعمار المتفاوتة. وبينت أن هذا المشروع بدأ يفرز مواهب قادرة على الابتكار تعد بمستقبل فني ومواهب قادرة على عكس الحضارة السورية ورؤى أبنائها. أما الفنان سامر حناوي فبين أنه من خلال ورشات الرسم يقوم برسم رموز تعبيرية على وجوه الأطفال نزولا عند طلباتهم ورغباتهم فيشعرون بالسعادة والفرح ويعبرون عن رغباتهم وتطلعاتهم فهناك طفل عمره ثلاث سنوات طالبني برسم العلم السوري على وجهه مضيفا إن مثل هذه الورشات التي يجتمع فيها الأطفال تساهم في زرع الروح الوطنية والتفاؤلية وتكشف مواهبهم وتجعلهم يتجاوزون الحالات النفسية التي تفرضها الأزمة. وقال الفنان حناوي: إن مثل هذا المناخ الذي يقوم به المركز الثقافي يعمل على زرع قيم نبيلة في نفوس الأطفال لأننا نكشف ما في داخلهم حسب الرسوم التي يطلبونها أو الرسوم التي يرسمونها فالطفل الذي يحب الفراشة تختلف طبيعته عن الطفل الذي يحب النمر كما أن هناك عددا من الأطفال كانوا لا يحبون العمل ولا الرسم فبدؤوا يرغبون بتقليد زملائهم. ورأت الفنانة ضحى الخطيب أن هذه الورشات ضرورية جدا لأنها كشفت قدرة الطفل على مواكبة الحضارة واستمرارها فلقد رسموا دمشق برؤى جميلة وتشكيل فني يثبت أن هؤلاء يبشرون بالخير في وطن الخير والمحبة. وبينت الدكتورة سماهر مليكة أنها تتمنى لو كانت تتمكن من مشاركة الأطفال بما يقدمون عليه من إنجازات فنية عفوية وبريئة فهم يقدمون دلالات واضحة على جمال سورية وحتمية انتصارها خلال نزع الخوف من نفوس هؤلاء الأطفال الذين يقبلون ليجتمعوا بزملائهم على طاولات الرسم والإبداع. بدوره اعتبر رئيس المركز الثقافي باسل حناوي أن تعاون الأهالي ووجود المتطوعين والمتطوعات للإشراف على هؤلاء الأطفال في كشف مواهبهم يساهم في تطوير عمل المركز الثقافي حيث أصبحت هذه الورشات حالة مستمرة يدعمها أهالي الأطفال الذين يعبرون عن فرحهم وسعادتهم بهذا المجتمع الإنساني المكون من أطفال يحلمون بمستقبل مشرق ووطن جميل. وتابع حناوي إن المركز الثقافي مستعد لمتابعة مواهب هؤلاء الأطفال والتعاون مع الوسائل الإعلامية لتسليط الضوء على إبداعاتهم وتشجيعهم وتقديمهم كمبدعين.