تضمنت الأمسية الشعرية بعنوان "إلانسانية" التي أقامها المركز الثقافي في الميدان الاربعاء مجموعة من القصائد التي تناولت هموم الوطن وآلامه وبعض المواضيع الإنسانية والحالات الاجتماعية التي يعيشها الإنسان في وقتنا الراهن كما اختلفت أنماط القصائد وأجناسها من حيث الاسلوب وطريقة التعبير شارك فيها كل من الشاعرين فريد ياغي وزينب الشيخ حسين. وتميزت القصائد التي ألقاها ياغي بمناخ حزين يصل إلى حد التشاؤم بعد أن عاش الشاعر كثيرا من حالات الألم حيث اختار أسلوبا يمزج بين الأصالة والمعاصرة وفق النغمة الموسيقية التي ترافقت مع ألفاظ القصيدة جامعا بين هذه المقومات بشكل فني حديث كما جاء في قصيدته "مر الربيع" يقول: مر الربيع بنا ولم نزهر .. ومازالت رياح الموت تعصف صاخبه الضوء حاول ..غير أن ظلامنا ما زال في الآفاق يفتل شاربه وفي قصيدته الثانية بعنوان "سنبلة" خرج ياغي من حالة التشاؤم محاولا انتقاء الفاظ أخرى استعارها من الطبيعة وجماليات الشام ومن الحالات الاجتماعية التي يعيشها حتى يكون رؤى أخرى تؤدي إلى أمل قد يصل بانساننا إلى حياة أجمل فقال: في اللمحة الأخرى رأيت الاس يغوي كل بستان بأرض الشام كانت كل أغصان السلام رهينة للعري فارتاحت دموعي للهطول وكبلتني شهوة للموت لم أعرف مداها كل شيء هارب.. من طعنة السكين للقلب الذبيح تركت نجمي للعواصف ثم قررت المضي إلى رفاتي هازئا مما يكون ولا يكون وقبل أن أطوي الكتاب وأهمله.. شاهدت في ركن المدينة سنبلة أما الشاعرة حسين فغلب على قصائدها الطابع النثري مبتعدة عن الإيقاع والموسيقا محلقة في سماء التفاؤل خلال تصويرها للشهيد والتحولات الإنسانية التي تسببها شجاعته وتصنعها أقدامه تقول في قصيدة "الشهيد": دعوا الشهيد مسجى..فوق أغصان الزيزفون تعبت عيناه ..عبد الدرب.. وعند الغيث الملتقى يا ندى العمر..يا وجعي يا غصة الروح..جرح الغابة وجه حيدر هوى نجم حول مائدة غفت عن الحق قليلا.. أحتاج نسمة توقظ في الربيع.