أقام المركز الثقافي العربي في جرمانا ندوة أثرية بعنوان "آثار سورية القديمة وحضارتها" شارك فيها الباحثان ايمان الحوراني ومعتز رافع تطرقت إلى الجوانب التاريخية الهامة لحضارة سورية من خلال آثار المدن والممالك الأثرية على امتداد سورية. بدأت الباحثة ايمان الحوراني محورها بالحديث عن سورية ومدى أهميتها الجغرافية والتاريخية وعمرها الحضاري الذي يقدر بعشرة آلاف عام حيث أوضحت أن سورية كانت منطلق الحضارات العالمية وأن الممالك الأثرية التي كانت موجودة وما زالت ماثلة على مر التاريخ تؤكد مدى وعي هذا الشعب ومدى تفهمه للحضارات. وطرحت الباحثة فكرة أهمية سورية على الحضور حيث أجمعت الآراء أن سورية هي أجمل بلدان العالم وأن على الشعب السوري أن يحافظ على كل حبة تراب فيها دون أن يسمح لأحد بالمساس بها . وتضمن محور الباحث معتز رافع قراءة هامة لدور سورية الحضاري عبر التاريخ وفق ما لديه من وثائق ودلائل قدمها لإثبات منهج قراءته كما ذهب رافع إلى أن اللغة والموسيقا من أهم الأدوات الحياتية التي يستخدمها البشر كانت أول بداياتها واختراعها من سورية. وتحدث رافع عن مملكة ماري وأهم ما قدمته للحضارة الإنسانية على صعيد المكتبات مشيرا إلى ما تضمنته الرقم واللوائح الطينية والحجرية والمنحوتة من ثقافات ودلالات على حضارتها حيث وثق حديثه ببعض الدلالات والصور التي عرضت على الشاشة. وأوضح رافع أن مملكة ايبلا التي تقع على مقربة من تل مرديخ في محافظة إدلب تعتبر من أهم الممالك الأثرية والتاريخية التي انطلقت منها البدايات الأولى للمعاجم اللغوية. ولفت الباحث إلى أن تدمر كانت من أهم المواقع التجارية التي وصلت الشرق بالغرب وكانت مركزا هاما للتبادل التجاري كما أنها شكلت عاملا رئيسا في مواجهة الامبراطورية الرومانية. وتحدث الباحث بشكل بانورامي عن أبواب دمشق السبعة وعن الجامع الأموي والكنائس موضحا أهمية التعامل والتفاعل الإنساني بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة. وعن الندوة قال باسل حناوي رئيس المركز الثقافي بجرمانا إن "الندوة ظاهرة هامة في الحركة الثقافية التي يصر على متابعتها المثقفون والكتاب في وطننا سورية ..لقد تناولت أهمية سورية الحضارية وصولا إلى مدى أهمية التزام الشعب السوري بهذه الحضارة والعمل على تطويرها وتسليط الضوء على كل ما إبدعه وأنتجه الآباء والاجداد حتى تكون ظاهرة التطور صحيحة بعيدة عن التبعية والتشويه وصولا إلى حالة ثقافية تقدم الانعكاس الحقيقي للشعب السوري العريق". أما الموجه التربوي حسن اسماعيل فقال "إن مثل هذه الندوات يؤدي سلوكا تربويا صحيحا يعمل على تطوير الظواهر الثقافية في أذهان أبنائنا الذين يحتاجون بشكل مستمر إلى معرفة تاريخهم وتاريخ أجدادهم حتى لا يتمكن الغرباء من زرع ثقافات تسيطر على عقولهم وتشكل غزوا فاسدا يشوه إدراكهم وأحساسهم بالمسؤولية تجاه وطنهم".