ركزت الندوة التي اقامتها مديرية الثقافة في ريف دمشق ظهر الاربعاء بعنوان "الآثار تاريخ وحضارة" في المركز الثقافي العربي بالعدوي على واقع الآثار في سورية والتحديات التي تواجهها في ظل الأزمة الراهنة. واستعرض الدكتور محمود حمود رئيس دائرة آثار ريف دمشق واقع الآثار والتحديات التي تواجهها في ظل الأزمة التي تتعرض لها سورية والعبء الثقيل الواقع على مديرية الآثار وكوادرها مشيرا إلى التعديات الواقعة على المباني الأثرية والأسواق القديمة ودور العبادة الإسلامية والمسيحية في المحافظات وخاصة حلب وحمص ودرعا. وتطرق إلى السرقات التي تعرضت لها المتاحف والمواقع ومنها متحف حماة ومتحف التقاليد الشعبية بحلب ومتحف الرقة ومتحف المعرة وقلعة جعبر مشيرا إلى أعمال التنقيب غير الشرعية في التلال والمواقع الأثرية بحثا عن الكنوز التي تتم باستخدام آلات ثقيلة تخرب الطبقات الأثرية وتدمر كل شيء في الموقع. وأشار حمود إلى سرقة وبيع الآثار ونقلها إلى خارج سورية حيث تغض بعض حكومات الدول المجاورة النظر عن الاتجار غير المشروع بالآثار السورية ولا تتعاون بالشكل الكامل مع الحكومة السورية لحماية هذه الآثار. كما قدم شرحا عن المباني التي قامت دائرة الآثار بترميمها في ريف دمشق خلال الفترة السابقة ومنها ما يجري حتى الآن مثل مبنى ختان دنون الأثري. وأشار إلى ضرورة وجود استراتيجية وطنية لإظهار قيمة الآثار التي تمتلكها سورية وهي خزان كبير ملك للبشرية جمعاء ولا يقع عاتق حمايته على الحكومة السورية فقط ولكن على كل مواطن وكل إنسان في هذا العالم لأن ما قدمته سورية لم يكن يخصها وحدها بل كان ثمرة قطفتها كل شعوب الأرض. ورأى الدكتور عمار عبد الرحمن رئيس موسوعة الآثار في مداخلته أن الآثار تحافظ على الهوية التي تميزت وتتميز بها هذه الأمة وغيرها وتمنح الأجيال القدرة على الاعتزاز بتراثها وآثارها وتاريخها وهناك مقولة تتكرر لدى علماء الآثار أن من يطلق مسدسه على الماضي كمن يطلق مدفعا على مستقبل العمران. ولفت إلى الأهمية الكبيرة والجليلة لآثارنا التي تنعكس في تشكيل هويتنا الوطنية وانتمائنا لتاريخنا وحضارتنا وترسيخ معاني الوطنية فينا والاعتزاز بالوطن ولا سيما أن سورية بلد تقاطعت عليه الحضارات عبر العصور وكان لها حضورها في تشكيل الثقافة على مر التاريخ. واعتبر أن حماية الآثار مسؤولية وطنية يتحملها الجميع وخصوصا في هذه المرحلة التي تشهدها سورية من خلال التعدي على حرمة الآثار وتدميرها وسرقتها بهدف تشويه تاريخنا وتعطيل ذاكرتنا وطمس حضارتنا. وتأتي هذه الندوة ضمن الأسبوع الثقافي الذي تقيمه مديرية الثقافة بريف دمشق تحت عنوان "آثارنا... ذاكرتنا.. تاريخنا".