أكد المشاركون في الملتقى الدولي حول "فهم القرآن بين النص و الواقع" و الذين قدموا من داخل الجزائر و خارجها (من 12 بلدا إسلاميا و عربيا) اليوم الثلاثاء بقسنطينة على ضرورة فهم النص القرآني بشكل جيد من أجل تقليل الاختلافات في تفسير القرآن الكريم بين البلدان الإسلامية. و في مداخلته خلال افتتاح هذا الملتقى المنظم بمبادرة لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية دعا رئيس هذه الجامعة الأستاذ عبد الله بوخلخال العلماء و الباحثين إلى تحديد "إستراتيجية مشتركة" من أجل وضع منهجية مقاربة بغية النهل أكثر من روح القرآن و لفهم أفضل لمعنى النص الديني. و من جهته اعتبر الدكتور الجمعي شبايكي رئيس اللجنة العلمية للملتقى بأن التفسير القائم على منهجية علمية و موضوعية و منطقية و تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات القرآن الكريم و الخصائص الجغرافية و التاريخية و الاجتماعية خلال تنزيله وحده القادر على التقليل من الخلافات العالقة بين المسلمين. و أضاف الدكتور شبايكي الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الجامعة مكلف بكلية "أصول الدين" بأنه ستتم مناقشة و تحيين المعارف حول الجدلية بين ثوابت النص القرآني القائمة على وحدانية الله و العدالة و الرحمة و مصلحة الأمة و الأفراد و حرية الآخرين و الطبيعة المتغيرة للأحكام و هذا بناء على الحقائق المعاشة حاليا. و اعتبر كذلك بأن النقاشات التي ستطرح يتعين أن تكون "مطابقة للطبيعة و المنطق البشري و جوهر الفلسفة و سبب كينونة الإنسان عموما و المسلم على وجه الخصوص مما سيساهم حسبه- في " التقليل من الخلافات في مجال تطبيق النصوص القرآنية الملاحظة حاليا بين الدول الإسلامية بل و حتى داخل الأمة الواحدة". و سيناقش هذا الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام و يجمع أخصائيين و رجال دين أجانب جاؤوا من كل من العراق و سوريا و الأردن و المملكة العربية السعودية و اليمن و السودان و مصر و موريتانيا و المغرب و تونس و الهند و سيحلل أيضا مواضيع تتعلق ب4 محاور رئيسية هي أسباب و ضوابط الاختلاف في الفهم و فهم القرآن في ضوء اختلاف المناهج و الاتجاهات والفهم المقاصدي للقرآن و إشكالية الثابت و المتغير في فهم الواقع.