تضمنت ندوة مبدعان وناقد التي استضافها ثقافي أبو رمانة مساء الاثنين قراءات شعرية وقصصية بمشاركة القاص اياس الخطيب بقصتين قصيرتين إضافة إلى مجموعة من القصائد الشعرية ألقاها الأديب أيمن الحسن بالإنابة عن الشاعر فرحان الخطيب. وركز الخطيب في قصصه التي ألقاها على قضايا اجتماعية تلعب العوامل النفسية دورا فيها إضافة إلى المؤثرات الخارجية التي تفرض بعض الاحداث إلى جانب مؤثرات الطبيعة وما تمتلكه ليصل إلى نتائج تحمل رؤى جديدة. ويرى القاص الخطيب في قصته "الرقص على شرفة النهار" أن الإنسان لا يمكن له معرفة مدى أهمية الحياة وطرائق العيش التي يجب أن يختارها إلا اذا تعرض لمواقف صعبة تجعله يدرك أهمية القيمة العليا للإنسانية وللحياة بينما ينصدم العاشق بحبه الكبير في نهاية قصته "عود وشرفة" بعد آمال ليست قليلة بامرأة يتبين أنها صماء. أما قصائد الشاعر فرحان الخطيب فقد غلبت عليها النزعة التفاؤلية وأسلوب القص الشعري الذي رافقه ايقاع موسيقي منظم تشكل العاطفة فيه رابطا أساسيا بين المتلقى والشاعر بصفته يعبر عن كثير من مشاكل هذا المتلقى وهمومه إضافة إلى بعض القصائد العاطفية والغزلية التي غلب عليها طابع رومانسي كما جاء في قصيدته "هنيئا لك".. انا عشيقان لسنا في منازلة ..فلا تكوني كذئب او أكن حملا فنحن اثنان في ثغر الهوى قبل ..وأجمل العشق ان لا يمنع القبلا تلك الفراشات أحلاها مطيرها ..وان أسوأها من يدعي الخجلا. وبدوره قال الناقد الدكتور عبد الله الشاهر "إن القاص اياس الخطيب كثف في قصته (الرقص على شرفة النهار) المؤثرات الخارجية فكان لها دور في قصصه كالطبيعة والحيوانات حتى خلص إلى أن الحياة تصبح غالية عند الانسان في وسط المخاطر وعليه أن يدافع عنها ويهزم من أجلها كل شيء فكانت جمله موءثرة وقصيرة ومتوازنة حيث استدرج القارئ ليصل به إلى النتيجة التي أرادها مع إسهاب طويل في المقدمة استطاع ببراعته أن يبعد الاسهاب عن الملل". وأضاف الناقد الشاهر إن قصة (عود وشرفة) للخطيب غلب عليها الحلم بحب كبير.. بنى عليها طموحاته الشبابية من خلال ذلك الموسيقي الشاب الذي عرف في النتيجة ان حبيبته التي يحلم بها هي صماء. وعن قصائد الشاعر فرحان الخطيب بين الشاهر ان قصائد هذه الامسية كانت مشحونة بكم كبير من العواطف وبجمل شعرية رشيقة تدل على روح الشاعر المحلقة مما يثبت وجود شاعرية عذبة تجلت في الاشارات الرقيقة والومضات التي جاء بها في اغلب قصائده مما رفع من جماليات نصه الشعري ومضمون قصائده الفكرية. وأشار الشاهر إلى أن قصائد الخطيب غلبت عليها الروح التقليدية والألفاظ السهلة والموحية والمعبرة والمتناغمة موسيقيا اضافة الى الانسيابية التي يرافقها الشوق والأحلام كما جاء في قصيدة "مر الهوى" إضافة إلى الصور الجميلة التي جاء بها الخطيب في قصائده ومقدرته على اغناء الحدث من خلال الصور واستخدام اسلوب التكرار الشعري الذي يؤدي الى لفت الانتباه. وقال القاص بشار بطرس من الحضور "إن القصص التي قرأها اياس الخطيب تمتلك مقدرة على القول والتعبير إلا أنه استخدم أسلوب الوصف الطويل الذي كان يفضل أن يستبدل بتكثيف في الأسلوب كما جاء في قصة (رقص على شرفة النهار) أما قصة (عود وشرفة) فقد تجاوز القاص الخطيب من خلالها ما كان مفروضا في القصة الاولى ودخل في الحدث مباشرة بأسلوب مكثف".