أشرف محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة، الأربعاء بتطوان، على افتتاح مركز للفن الحديث، الذي يروم الحفاظ على المنجز الفني المغربي والموروث التشكيلي الوطني. ويندرج إحداث مركز تطوان للفن الحديث في سياق جهود وزارة الثقافة الرامية إلى المساهمة في الحفاظ على المكونات الأساسية للهوية المغربية والفن التشكيلي الوطني باعتباره رافدا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذا الاحتفاء بالموروث التشكيلي الوطني في علاقته بالتراث الإنساني العالمي والتعريف به وضمان إشعاعه والتحسيس بأهميته. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أبرز مدير المركز، بوزيد بوعبيد، أن مركز تطوان للفن الحديث يخلد للذاكرة الفنية المغربية الأندلسية المشتركة، التي ساهم في تأثيثها أجيال من الفنانين المغاربة والإسبان، الذين شاركوا في بناء صرح مدرسة تطوان التشكيلية، التي عرفت تطورا تاريخيا وفنيا منذ إحداث المدرسة الإعدادية للفنون الجميلة بتطوان، كأول مؤسسة للتعليم الفني بالمغرب، سنة 1940، من طرف الفنان الغرناطي ماريانو برتوتشي. وأضاف أن المركز يسعى أيضا إلى خدمة الفن التشكيلي المغربي من خلال عرض إبداعات أجيال مدرسة تطوان التشكيلية، والمحافظة على الرصيد الإبداعي لهذه المدرسة الفنية العريقة وتنشيط الحركة الفنية والثقافية بالمنطقة، من خلال تنظيم معارض دورية خاصة بالفنون التشكيلية الوطنية والدولية، وكذا ورشات مختلفة للفنون البصرية وندوات للتعريف بالتشكيل المغربي. كما ستشكل المؤسسة، حسب ذات المصدر، مؤسسة للبحث والتوثيق باعتبارها تشتمل على مكتبة متخصصة في الفنون التشكيلية لخدمة الباحثين والطلبة وعموم المهتمين بالتجربة التشكيلية بالمغرب عامة وتطوان على وجه الخصوص . ويضم المركز عبر فضاءاته، أزيد من 200 لوحة فنية أبدعها نحو 100 فنان تشكيلي مغربي وإسباني، ومجموعة قيمة من الأعمال الفنية، التي تؤرخ للتجربة التشكيلية بتطوان، المتعددة الرؤى والمشارب والحساسيات الجمالية، عبر تاريخ من التقاليد الأكاديمية والتجريب الفني، الذي أكسبها أصالة وتميزا ضمن التجربة التشكيلية المغربية المعاصرة.