أحيى عشرات الالاف من الشيعة في العراق ودول الجوار الجمعة في مدينة سامراء (120 كم) شمال بغداد، مراسم وفاة الحسن العسكري أحد الائمة الاثنى عشر المعصومين لدى الطائفة الشيعية. وبدأت طلائع الزوار بالوصول إلى سامراء من مختلف مدن العراق الوسطى والجنوبية منذ الجمعة في ظل اوضاع امنية متدهورة في العراق عموما و في محافظة صلاح الدين على وجه الخصوص مما اثر كثيرا على اعداد الزائرين التي لم تتجاوز 100 ألف زائر مقارنة بزيارات مليونية في السنوات السابقة. وعلى طول الطريق الممتد من سامراء إلى بغداد انتشر الزائرون مشيا على الاقدام باتجاه مدينة سامراء وسط اجراءات امنية مشددة تضمنت استنفار كاملا لقوات الجيش والشرطة تحسبا من حصول هجمات تستهدف الزوار والتي ادت في كل عام الى سقوط المئات منهم بين قتيل وجريح. فيما نصبت عشرات السرادق على الطريق من اجل تقديم الاطعمة والاشربة والخدمات للزوار مع مستوصفات ميدانية متنقلة وسيارات اسعاف لنقل الحالات الطارئة . ويتضمن منهاج الزيارة احياء الذكرى والصلاة في المرقدين اللذين ما زالا تحت الانشاء منذ ان طالهما تفجير ادى الى تدمير قبتي ضريحي الامامين عام 2006 والذي ادخل العراق في حرب أهلية سقط بسببها عشرات الالاف من العراقيين من مختلف الطوائف والاعراق. محافظة صلاح الدين، ذات الغالبية السنية، التي تقع فيها مدينة سامراء فيها شكلت لجانا عدة استعدادا للزيارة من اجل الحفاظ على أرواح الزوار اولا وتقديم الخدمات لهم وتسهيل وانجاح الزيارة. وقال قائممقام سامراء (أعلى مسئول اداري) محمود خلف السامرائي ان محافظة صلاح الدين قررت تشكيل غرفتي عمليات الاولى مركزية في تكريت برئاسة نائب المحافظ للاشراف العام على الزيارة، والثانية برئاسته للاشراف الميداني داخل مدينة سامراء والتنسيق مع قيادة عمليات سامراء لضمان عدم تنسيق الدخول والخروج وعدم حصول زخم في مقرات الاقامة والراحة او اثناء الزيارة وكذلك توفير اجواء امنة للزوار . وابدى السامرائي ترحيب ابناء سامراء باخوانهم الزائرين من المحافظات الأخرى، معربا عن أمله بحصول تواصل اكثر بين ابناء الوطن الواحد من خلال احتكاك الزائرين باهالي سامراء الذين سيتمكنون هذا العام بالاختلاط بالزائرين بعد رفع الكتل الكنوكريتية المحيطة بالطرق التي يسلكها الزوار في الوقت السابق. من جانبه، قال الزائر محمود عبدالحسين من أهالي كربلاء (100 كم) جنوب بغداد إنه جاء مع المئات من ابناء مدينته والمدن الاخرى الى سامراء سيرا على الاقدام منذ ستة ايام للمشاركة في احياء مراسم ذكرى وفاة الامام الحسن العسكري، مشيدا بالخدمات المقدمة للزوار والاجواء الآمنة والتعاون الكبير بين السلطات الرسمية في المحافظة والاجهزة الامنية والمواطنين. إلى ذلك، قال خلف النيساني صاحب محل لبيع الاقمشة في شارع البنك المؤدي إلى الضريحين، إن اعداد الزوار هذا العام اقل بكثير من السابق، لكنه اعرب عن سروره برفع الكتل الكونكريتية والتي ستؤدي إلى زيادة الاختلاط بين الزوار واهالي سامراء لأثبات ان أهل سامراء محبون لآل البيت الاطهار ولم يخف أمله في زيادة نسبة مبيعاته من الاقمشة في هذا الموسم. يذكر أن الوضع الأمني في العراق بشكل عام يشهد توترا بسبب الاشتباكات وعمليات الكر والفر بين القوات الامنية وابناء العشائر من جهة وعناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة أخرى في محافظة الانبار غربي العراق.