بيت الحكمة

أقام قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة الندوة العلمية التي حملت عنوان "رؤية استراتيجية لترسيخ السلم الاجتماعي لما بعد تحرير الموصل". الندوة التي أدارها الدكتور خليل إبراهيم ومقررها حسن حمدان تناولت المحور النفسي التربوي، حاضر فيها الدكتور كمال سرحان رئيس قسم علم النفس في جامعة بغداد وحمل بحثه عنوان "تأثير العوامل النفسية والاجتماعية في ترسيخ قيم التعايش السلمي وإدارة المجتمع المتعدد".

وفي المحور ذاته أشار الدكتور كامل القيم من جامعة بابل في بحثه الذي حمل عنوان (الأبعاد المفترضة للمسار التربوي .. وبوصلة إنعاش السلم الأهلي ما بعد تحرير الموصل إلى افتراضات مسبقة)، إذ أشار فيه إلى أن المسار التربوي يعاني التشتت وعدم الوضوح وهو سار كجزء من مسار بناء الدولة التدريجي، والأهداف التربوية الكبرى لم تصمد أمام الخطاب السياسي والتحريضي والتلميذ العراقي يعاني من عدم التركيز، مؤكدا أن الإصلاح التربوي يمثل العصا السحرية لانحسار الكراهية والطائفية، ويمثل تحرير الموصل فرصة ذهبية لإنعاش السلم الأهلي، في الوقت الذي لدى الطفل والطالب الجامعي استعداد حاد وسريع للتغير.

أما كيف نؤسس للتغيير ما بعد التحرير، فأوضح إن هناك ثلاث مهام، الأولى تتعلق بالفهم العام للمسار التربوي، والثانية انتصارات التحرير ومشروع التعليم الخاص لما كان تحت سيطرة "داعش"، أما بالنسبة للتوصيات فأكد على ضرورة تحديد متغيرات عاجلة في الخطاب السياسي والديني وتحليل المنهج التربوي، وبناء حملة تأهيل وطنية للكادر التربوي، وبناء منظومة تحليل وتأهيل الأطفال وسياسة الإدماج والاشتراك التواصلي، وتفعيل المتاحف المدرسية، وتجديد طرق التعبير بالمواطنة، وأعاد تعريف بعض الأزمات كارتونيا والأفلام التعليمية، وبناء حملة كلهم أهلي، والبحث عن المركز الوطني الجامع.
 
وفي محور الإعلامي السياسي تناول الدكتور محمد نعناع من منظمة امسام فيشر يونايتد للدراسات الديمقراطية الأبعاد التحريضية وإصدارات "داعش" الدعائية والتحريضية، وقال إن "داعش" وجد البيئة المناسبة في العراق وهو الطيف السني نتيجة السياسات الأميركية وسياسات الحكومات العربية، وممارسات السياسيين السنة، وأداء الحكومات العراقية، وهذه العوامل هي التي وفرت لـ"داعش" البيئة المناسبة كي يسيطر على المجتمع السني الذي لا يعرف هل يندمج مع النظام السياسي الجديد أم يعارض والمعارضة هل تجدي أم لا تجدي؟، كما إن الثغرة التي دخل منها "داعش"، تمثلت بالجانب الفكري والعقائدي. أما البعد التحريضي فقد ركز نعناع على أن كافة الطبقة السياسية في نظرة هم كفرة ووكلاء وعملاء للخارج، مشيراً إلى إن ظاهرة الفساد ساعدت "داعش" في تمرير وجهة نظره، بالنسبة للطبقة السياسية والتحريض الاجتماعي والإعلامي.
وذهب نعناع إلى إن هناك نمطين من الحلول والمعالجات العامة، وهي استراتيجية متمثلة بالسلم الأهلي والتعايش السلمي، وثانيا تحصين المجتمع إعلاميا ونفسيا ضد إصدارات "داعش"، وأشارت الدكتورة ريا قحطان من كلية الإعلام في موضوع السلم الأهلي في محافظة نينوى، إلى ضرورة دراسة مدينة تلعفر، ومرت على الجوانب التاريخية للقيادات المتطرفة الأولى التي كانت في مدينة تلعفر، وبعد 2003 نشط هؤلاء حيث عادوا إلى مدينة تلعفر، وكسبوا إليهم بعض من ضباط المخابرات والجيش العراقي السابق الذين أبعدتهم حكومة بريمر من وظائفهم، وبمرور الوقت تحولوا من فكر إرهابي إلى فكر تكفيري، وأنهم بدلا من ضرب القوات الأميركية، قاموا بضرب الجيش والشرطة وموظفي الهيئة العليا للانتخابات، في الوقت الذي قاموا بإعمال شنيعة باغتصاب وسبي النساء وقتل الأطفال والشباب والشيوخ ومازال مصير الكثير من النساء مجهولا. وقالت إن سبب اختيار تلعفر لتكون منطلقا للإرهاب هو قربها من سورية وتركيا، وان تحقيق السلم الأهلي يتطلب معرفة مصير النساء اللواتي أسرهم "داعش"، والمصالحة المجتمعية بين أبناء المدينة. وكان هناك كم من المداخلات ووجهات النظر من قبل الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالمواضيع التي طرحت.