الملك فيصل الاول

ولد الملك فيصل الأول في مكة المكرمة في 20 أيار 1883 وتلقى تعليمه الابتدائي في الحجاز وعندما دعي والده للإقامة في اسطنبول عام 1893 لحق به مع اخويه، وهناك أتم تعليمه ثم عاد مع أبيه إلى الحجاز سنة 1908.

وفي العام التالي 1909 انتخب فيصل نائبا عن لواء جدة في مجلس (المبعوثان) وفي عام 1911 رافق والده في الحملة على عسير لإخماد عصيان الإدريسي.

بعد نشوب الحرب العالمية الأولى اتصل أعضاء الجمعيات السرية بالشريف حسين وكلفوه بقيادة النهضة العربية فأوفد فيصلا إلى دمشق عام 1915 لكي يتعرف على حقيقة الوضع ، وعندما اشتد طغيان جمال باشا (السفّاح) في سوريا أوفده والده مرة أخرى عام 1916 لكي يتوسط من أجل الأحرار والزعماء الذين كانت تجري محاكمتهم وعندما أصر جمال على بغيه ونفذ حكم الإعدام في الأحرار السوريين بتاريخ 6 أيار 1916ظهر واضحا أن العرب يقفون على مفترق الطرق، واختار الحسين طريق الحرية فعاد فيصل إلى الحجاز وفي أوائل حزيران 1916 بدأت الثورة.

تولى فيصل قيادة الجيش الشمالي، في بادئ الأمر أدار مع أخيه علي دفة القتال حول المدينة المنورة ثم تحول نحو الشمال ، وبعدها على العقبة التي انتقل اليها في آب 1917.

وظل الجيش الشمالي يخوض معارك الحرب في الأجزاء الجنوبية من شرقي الأردن حتى أيلول 1918 عندما اشترك في الهجوم الكبير ضد جيوش الاتراك في سورية فدخل درعا ثم دخل دمشق صباح يوم 1 تشرين الأول 1918.

أسس فيصل الدولة السورية الحديثة ثم أوفده أبوه عام 1919 ليشترك في مؤتمر السلام ممثلا للعرب، وعندما قررت فرنسا وبريطانيا فرض انتدابهما رفض أبناء سورية الطبيعية هذا القرار وبايعوا فيصلا يوم 8 آذار 1920 ملكا على سورية بأجزائها الأربعة (سوريا ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن)، ولم تلبث بريطانيا ان تنكرت للعرب فقام الجيش الفرنسي بالهجوم على سوريا ووقف الجيش العربي السوري أمامه ونشبت معركة ميسلون في تموز 1920.

غادر فيصل سوريا بعد أن أنذره الفرنسيون، فمضى إلى أوروبا متخذا نهج السياسة للمطالبة بحقوق العرب، وفي أوائل 1921 عملت بريطانيا على الاستجابة لبعض مطالب العرب فوافقت على إنشاء دولتين عربيتين تحت الانتداب البريطاني في العراق وشرق الأردن.

وجرى استفتاء في العراق في صيف سنة 1921 لاختيار فيصل ملكا فأقبل العراقيون على مبايعته بأغلبية ساحقة، وفي 23 آب 1921 تم الاحتفال والمناداة به رسميا ملكا على العراق.

وسار فيصل على سياسة الوسطية والاعتدال في النهوض بالعراق والسعي لاستقراره وتثبيت وحدته من أجل التخلص من قيود الانتداب إلى أن نجح في تحقيق ذلك، ففي عام 1932 ألغي الانتداب ودخل العراق عضوا في عصبة الأمم بصفته دولة مستقلة ولكن الأجل لم يمهله للاستمرار في خدمة العراق والعرب فقد توفي في سويسرا يوم 8 أيلول 1933 بسكتة قلبية بينما كان تحت العلاج ثم نقل جثمانه إلى بغداد حيث دفن فيها وخلفه ابنه الملك غازي.