ملتقى رمضان لخط القرآن

شهدت فعاليات اليوم الثاني من ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم - الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع - العديد من الفعاليات كان من أبرزها الندوة التطبيقية التي ينظمها الملتقى لأول مرة تحت عنوان "دور المرأة في الخط العربي وكتابة القرآن الكريم" التي قدمتها الباحثة التونسية رشيدة الديماسي وتناولت خلالها سردا لتاريخ المرأة المسلمة مع الخط العربي وأبرز الاسماء التي تألقن في هذا المجال من كافة أقطار العالم الإسلامي كما ازدحم قطاع كبير من محبي الخط العربي لمتابعة الخطاطين والاستمتاع بالمعرض المقام على هامش الملتقى.
وأشار الخطاط التركي وعضو لجنة التحكيم محمد أوزجاي الى ان الملتقى خلق جوا من التنافس بين الخطاطين من مختلف انحاء العالم كما ساهم في إحياء روح المثابرة لدى المشاركين ولعب دور مهما في احياء روابط الصلة بين خطاطي العالم الاسلامي من شرقه الى غربه .
وقال اوزجاي ان الملتقى اثبت نجاحا متميزا على مدار 6 سنوات لأن فكرة الملتقى فريدة من نوعها في العالم العربي والاسلامي بأن يعمل 30 خطاطا من انحاء العالم في خط القران الكريم تحت سقف واحد في ثلاثة ايام فقط وفي نفس الوقت بدقة واتقان ما جعل الملتقى يختار امهر الخطاطين في العالم العربي والاسلامي ليساهم في تطوير فن الخط واكتشاف العديد من المواهب الجديدة في هذا المجال بالعالم .
كما أشاد الخطاطون المشاركون في الملتقى بالتنظيم الجيد والمبكر للملتقى مما يساهم في انتاج العمل بشكل متقن ..وقالت الخطاطة نبيهة الألفى الرفاعي وهي الخطاطة العربية الوحيدة المشاركة في الملتقى إضافة إلى خطاطات من تركيا إنها تجربة فريدة ورائعة أن تقوم بخط جزء كامل من القرآن الكريم إلى جانب مجموعة من أبرع الخطاطين على مستوى العالم ضمن مبادرة خلاقة لخط كتاب الله في هذه الايام المباركة وهي مبادرة تستحق الشكر والثناء للقائمين عليها بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع .
وأوضحت أن الامارات أصبحت قبلة كافة خطاطي العالم لما تقدمه من دعم ورعاية لهذا الفن الإسلامي الراقي وهو ما أسهم في أزهار الخط العربي ليس في الإمارات فقط وإنما امتد ظله على دول عربية وأجنبية كثيرة ..متمنية ان تحظى بالمشاركة في الملتقيات المقبلة لأنه شرف لها ان يكون اسمها ضمن القائمة التي خطت كتاب الله.
وقال الخطاط إيهاب ابراهيم من فلسطين الذي يشارك بالملتقى للعام الخامس على التوالي " لا شك ان المشاركة في ملتقى رمضان لخط القران الكريم لها فوائد كثيرة ونتائج عظيمة فأنا استفيد من رؤيتي لنتاج خطاطي الدول الأخرى وربما في أنواع أخرى من الخطوط فأتعلم منها وامتع نظري بها وكذلك الأمر بالنسبة للآخرين وأتذكر أنني استفدت من أسلوب الاخرين في إعداد الورق المقهر فكانت بمثابة الفائدة والمعرفة الجديدة التي أضافت إلى معرفتي كما ان الخطاط يجب أن لا يتصف بالغرور فهو مقبرة المبدعين والفنانين" .
اما الخطاط علي حسان عبدالغني الموسوي من العراق فقال ان مشاركة الخطاطين في هذا الحدث إضافة كبيرة إلى رصيدهم وخصوصا أنها تجربة فريدة على مستوى العالم أن يتم جمع هذا العدد الكبير من امهر الخطاطين في العالم العربي والإسلامي ليكتبوا القرآن في ثلاثة أيام فقط كما تعتبر فرصة جيدة لتبادل الخبرات وإثبات قدراتهم وخصوصا أن الأعمال التي كان يكتبها الخطاطون قبل ذلك لم تكن محددة بوقت معين ..مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وفرت كافة الإمكانات المطلوبة وهيأت البيئة المناسبة لكي يبدع الخطاطون في أعمالهم رغم أن بعضهم اعتادوا على طقوس معينة في الكتابة ولكن في النهاية المشاركة في الحدث تمثل تحديا مهما لجميع الخطاطين.
وقال عبدالجليل عليان من سوريا ان الملتقى تم التنسق والتجهيز له من قبل ادارة الملتقى بشكل جيد حيث تم ارسال الاوراق التي يتم عليها خط القران الكريم قبل وقت كاف للعمل والتجهيز خلال تلك الفترة مما منح الخطاطين جميعا الوقت الكافي للانتهاء من قدر كبير من الخط في بلادهم واستكمال ما تبقى داخل الملتقى حيث ان كتابة جزء كامل خلال ثلاثة ايام فقط كان مجهد بشكل كبير .
وأضاف ان نوع الأوراق المستخدم هذا العام والذي قامت باختياره وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات لخط القران الكريم نوع جيد ويساعد على العمل بشكل متقن.
بدورها أكدت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ان الإعداد للدورة الحالية بدأ منذ وقت مبكر من خلال اللجنة العليا المشرفة على الملتقى حرصا على أن يخرج هذا الحدث الكبير بالصورة التي تليق بالأهداف السامية للملتقى وباسم وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع التي استطاعت خلال السنوات الماضية من وضع اسم الملتقى كأحد الفعاليات الكبيرة على خارطة الفنون الإسلامية عالميا.
وعن اسلوب اختيار الخطاطين المشاركين في الملتقى هذا العام أوضحت الوزارة أنه تم استقبال رغبات المشاركة من جانب أعداد كبيرة من الخطاطين على مستوى العالم إضافة إلى نماذج من أعمالهم وتم اختيار أفضل 30 خطاطا من 11 دولة عربية وإسلامية منهم 7 خطاطات.
وأضافت الوزارة أن هناك مشاركات بارزة لخطاطين من الإمارات وسوريا والعراق وتركيا والأردن والجزائر والسعودية وفلسطين وإيران واليمن ومصر ..مشيرة إلى مشاركة 7 سيدات في الملتقى لأول مرة فضلا عما يحظى به الملتقى من اهتمام وحضور الخطاطين والفنانين التشكيليين الإماراتيين لملتقى هذا العام.
وأكدت الوزارة ان الملتقى يعد واحدا من أهم مبادرات الوزارة لدعم الحركة الثقافية والفنية داخل الدولة والوصول بها إلى العالمية في إطار توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع التي تركز على الاهتمام بالتراث والثقافة واللغة العربية وتعريف الأجيال الجديدة بقيمة فنون الخط والتراث من خلال هذه الكوكبة العالمية من فناني الخطوط العربية.
من جانب آخر نظمت اللجنة العليا للملتقى برئاسة سعادة حكم الهاشمي الوكيل المساعد لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ندوة تطبيقية بعنوان "دور المرأة في الخط العربي و كتابة القرآن الكريم " للباحثة التونسية في علوم التراث رشيدة الديماسي والتي شهدت اقبالا كبيرا من جمهور الملتقى .
ووجهت الديماسي في بداية الندوة الشكر لحكومة الامارات و وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على الاهتمام البالغ والمحافظة على الخط من خلال تنظيم الملتقى والعديد من الفعاليات الاخرى ..وقالت انه في هذه الدورة السادسة من ملتقى خط القران الكريم ولأول مرة وجهت الدعوة لحوالي سبع نساء من العالم للمشاركة بأناملهن الدرية في خط هذا المصحف الجليل في مبادرة رائدة من قبل حكومة الامارات ووزارة الثقافة ..متمنية ان تنسج على منوالها كل البلدان الأخرى وذلك تكريما للمرأة لما تبذله من جهد للمساهمة مع أخيها الرجل في خدمة فن الخط العربي والارتقاء به إلى أعلى المراتب والمساهمة في النهوض به.
وقالت " هذا هو السبب الذي شجعني على الحضور لأحتفي بهذا المكسب الجديد والمصحف السادس في رصيد حكومة الامارات التراثي والديني وخصوصا ستشارك في خطه أنامل ذهبية من النساء وذلك بالطبع إلى جانب الخطاطين الرجال " وأكدت ان الملتقى من شأنه ان يخلد لدولة الامارات آثارها وذكراها للأجيال اللاحقة وبين مدى إيمان هذا البلد الأمين بالحرف المقدس وإجلاله وخدمة كتاب الله تعالى وذكره الحكيم ونشره لبلدان العالم لتكون قدوة حسنة وجبلة يتداولها كل المسلمين .
ثم استعرضت بعد ذلك الديماسي تاريخ دخول المرأة مجال الخط العربي وانتشار الخط وتطوره على مر العصور.