مركز حمدان بن محمد لرعاية التراث

تضمنت الأمسية الأولى من ليالي المبادرة التي تمتد على مدار سبع ليال متتالية في مسجد الورقاء الكبير بدبي محاضرة للدكتور سعد بن ناصر الشثري بعنوان ” اثر تدبر القرآن على النفوس ” .
وحرص عدد كبير من المواطنين والمقيمين على متابعة المحاضرة التي شهدت في ختامها اجراء سحوبات على جوائز مختلفة فاز بها 12 شخصا من بينها رحلات للاراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة.
وتنسجم عناوين المبادرة التي تقام بالتعاون مع دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي مع الأجواء الروحانية التي تسود الشهر الكريم واستثمار ذلك في اطار تثقيفي توعوي .
وتناقش الندوات والمحاضرات الأخرى العديد من القضايا المهمة التي تثري الثقافة الدينية لدى مختلف فئات المجتمع ومنها “من إجلال الله” و”البيوت المطمئنة” و”الأخلاق قلعة الأمم” و”اغتنام ايام العمر” و”الأصول الشرعية في الاعتصام من الفتن” و”علاج القلق والوسواس في ضوء الكتاب والسنة”.
ولاقت افتتاحية الملتقى التي شهدت حضورا متنوعا من حيث الشريحة العمرية بحضور الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عبدالله حمدان بن دلموك تثمينا لمكرمة سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم بإطلاق ورعاية هذه المبادرة وترحيبا بالدكتور سعد الشثري استاذ الفقه في جامعة آل سعود وإشادة بحرصه على التواجد في هذا المحفل الذي يأتي بمثابة منارة جديدة تضاف إلى العديد من المبادرات الأخرى الثرية التي تحتضنها دبي وبصفة خاصة خلال شهر رمضان المبارك.
وأكد ابن دلموك أن المبادرة تأتي في إطار تواصل دعم سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم لمختلف فعاليات ونشاطات المركز عموما وما يحمل منها الصبغة الاجتماعية والإنسانية والتثقيفية خصوصا مشيرا إلى أن الزخم والاهتمام الكبير الذي شهدته الأمسية الأولى للمبادرة سواء على صعيد الحضور من مختلف الشرائح العمرية أو حرص وسائل الإعلام على متابعته يعدان مؤشرا جيدا على أن “مبادرة هبوب الخير في طريقها لموسم أول يعد انطلاقة متميزة لها”.
وثمن بن دلموك في هذا السياق دعم سمو الشيخة هند بنت مكتوم للمبادرات الوطنية الهادفة إلى تأصيل قيم الولاء والانتماء لدولة الإمارات العربية المتحدة وحرصها البالغ على إعطاء الأولوية القصوى لشباب هذا الوطن في البروز والظهور وتصدر مشهد التقدم والتطور والازدهار وتفانيها في كل ما من شأنه تعزيز المنظومة الثقافية والحضارية والتوعوية ذات الانعكاسات الإيجابية القيمة على المجتمع الإماراتي وتمسكه بإرث الآباء والأجداد مشيرا بشكل خاص إلى أهمية اشتمال برنامج “هبوب الخير” على افساح الطريق أمام المقرئين الإماراتيين للتواجد في هذه المحافل المهمة حيث سيؤم المصلين طيلة أيام شهر رمضان المبارك عددا من المقرئين الإماراتيين المتميزين .
من جانبه قال مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إبراهيم عبدالرحيم إن أحد أهم ما يميز “مبادرة هبوب الخير ” ضمن نخبة فعاليات مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث هو توجهها إلى مختلف الشرائح العمرية وهو المشهد الذي يجعل جميع أفراد الأسرة موضع ترحيب لحضور فعالياته حيث تتوافر خيمة مخصصة للنساء في حين ان اصطحاب الناشئة والمنتمين إلى شرائح عمرية أصغر في صحبة أحد الوالدين فضلا عن الشباب هو بمثابة مشهد يؤكد انفتاح “هبوب الخير” على الجميع.
وأكد عبدالرحيم على  أن اختيار مسجد الورقاء الكبير في دبي لتنظيم هذه المحاضرات يعود لموقعه المتميز وكونه في قلب المناطق السكنية وهو ما يسهم في الوصول إلى أكبر شريحة مجتمعية وتفعيل التواصل المجتمعي معها من أجل تعميم الفائدة .
وبدأ الدكتور سعد الشثري المحاضرة بالإشارة إلى أن المقصود بتدبر القرآن هو معرفة المعاني الكلية للآيات الكريمة قبل أن ينتقل إلى الأسباب التي تعين المرء على تدبره ومنها استحضار النية واستحضار منزلته وقدره العالي وحقيقة أننا في أشد الضرورة لتدبر معانيه كي نستطيع العمل بمضمونه من اجل ألا نقع في إطار من تمت الإشارة إليهم في التنزيل على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم بهجرهم له.
ولفت الشثري إلى أن من اسباب تدبر القرآن معرفة أسباب نزول الآيات المختلفة ومعرفة معاني الألفاظ العربية وخصوصا التي وردت في القرآن الكريم حيث ان العربية هي مفتاح فهم القرآن وتهيئة انفسنا وابنائنا إلى هذا التدبر والحرص على الاستعاذة الدائمة من الشيطان وقراءة البسملة من اجل التغلب على وساوس الشيطان التي تفسد روحانيات تدبره واختيار الوقت المناسب لذلك والجهر بالقراءة والإقبال على حفظه.
وتطرق الشثري إلى أبرز العوائق التي قد تحول دون هذا التدبر وذكر منها ” الذنوب والمعاصي والمال الحرام والكبر واحتقار منازل الآخرين وجحد الحق وتقديم حظوظ الدنيا مقابل الزهد في الآخرة واللهو والعبث والاشتغال بما لا ينفع والانتماءات الحزبية والتعصب الفقهي”.
وفي بداية تناوله لكيفية تدبر القرآن أكد الشثري على أن المقام لا يتسع لاستيعاب مختلف الآيات مشيرا إلى ابرزها ومنها ” تطبيق المرء للآيات القرآنية التي يسمعها على حاله والربط بين الآيات المختلفة والنظر إليها باعتبار العلاقة التكاملية التي تجمعها وهو ما يجنب المتدبر الوقوع في شرك اتباع المتشابه على غير مراد الله من الآيات.