الشاعر مازن شديد

احتفى بيت الشعر الاردني التابع لرابطة الكتاب، مساء امس السبت، في مقر الرابطة بعمان، بالشاعر مازن شديد.

وقال عضو الهيئة الادارية الدكتور ربحي حلوم في تقديمه ان "شديد شاعر تتطاير بين كلماته اجنحة النوارس لتنشر في الاجواء عبق النرجس والبيلسان والريحان، وترسم في فضائنا رومانسية ملونة تقرع الاجراس لكل العاشقين".

وقال الشاعر شديد "ما اجمل ان يكرم المبدع في حياته ووطنه، تعودنا ان نكرم المبدع بعد رحيله بتسمية احد الشوارع او ساحة عامة باسمه، او اقامة حفل تأبين له"، متسائلا "كيف للمبدعين ان يعرفوا هذا التقدير او يشعروا به ليفرحوا به وهم تحت التراب".

واشار الى انه في بلدان اخرى يتم التعامل مع المبدعين بوصفهم الجزء الأهم من الثروة الوطنية لبلادهم، ويقدمون لهم كل ما يحتاجونه كي يستمر ابداعهم، لافتا الى ان الجامعات او الكليات تخرج سنويا عشرات الآلاف من مختلف التخصصات، الا انه لا توجد جامعة مختصة بتخريج المبدعين من الكتاب لانهم اصحاب مواهب قد تصقلها الجامعات ولكن لا تصنعها.

وعرض شديد لتجربته في عالم الشعر، مبينا انه كان يحرص دائما على ان يقدم كل ما هو جديد بعيدا عن المألوف وبلغة بسيطة واضحة يفهمها الجميع بمختلف مستوياتهم واعمارهم، لا غموض فيها ولا ألغاز لتلامس مشاعرهم، مؤكدا انه اراد منذ البداية ان تكون له لغته وفرادته الخاصة وشعريته المميزة، لا ان يكون ظلا لغيره.

وقال الدكتور احمد ماضي في شهادته "اننا نقف ازاء قامة مبدعة في عالم الشعر، ولا ريب انه ذو منزلة رفيعة، وان من قرأ كتاب مازن شديد الشاعر المتأنق المتأني الذي كان اعده الدكتور زياد ابو لبن يعرف حق المعرفة القيمة الفنية لشاعرنا في هذه الامسية".

وقال رئيس الرابطة الناقد زياد ابو لبن ان قصائد شديد تبدو للوهلة الاولى شديدة بسيطة التشكيل الفني لكنها عصية على من يحاول تقليدها اذ تقع في دائرة السهل الممتنع، مثلما تنطوي على عالم تأملي تصوفي ورومانسية جديدة، مشيرا الى ما كتبه نقاد في شعر مازن شديد منهم عبدالوهاب البياتي، والدكتور راشد عيسى، وخليل السواحري، وعبدالله رضوان والدكتور ابراهيم خليل، وعبدالرزاق عبدالواحد ويوسف ابو لوز والدكتور عبدالرحمن ياغي.

واشار الدكتور هشام الدباغ في قراءة لتجربة شديد، ان شاعريته تطرح سؤالا مركزيا حول الرومانسية والنظرة الانسانية نحو الارض والانسان ومحبة الجمال، مبينا ان من يطالع شعر شديد يشعر بأنه يبحر في بحر الرومانسية وحب الوطن في تلقائية جميلة.

ولفت الشاعر محمد سمحان إلى اشتغال مازن شديد واستغراقه في البحث عن لغة غنائية شفافة مرهفة جديدة قادرة على حمل ما يعتمل في وجدانه.

وقرأ الشاعر شديد عددا من قصائده استهلها بقصيدة "كم مرة ساعيد هندستي امامك".