قام حوالى 500 مشارك من بين المشاركين فى الدورة السابعة والثلاثين فى لجنة التراث العالمى البالغ عددهم 1400 مشارك برحلة من بنوم بنه إلى منطقة سيام وزاروا "شرفة الفيلة" فى أنجكور توم بكمبوديا، وذلك قبل حفل اختتام هذا الحدث. وفى هذه المناسبة، أحاطت فيلة حية بالفيلة الحجرية التى تطوق المنصة المدهشة التى بناها الملك جايافارام السابع منذ ما يقرب من ثمانية قرون بغرض استخدامها فى الاحتفالات العامة، بينما كانت الوفود تدخل فى موقع التراث العالمى الشهير، وذلك قبل حضور الاحتفال المذكور. وقد أحيا حفل الاختتام هذا، الذى تولى تنظيمه رئيس اللجنة سوك آن، نائب رئيس الوزراء، روح أنجكور القديمة، وذلك بفضل الألوان الموسيقية وأساليب الرقص التقليدية التى تتميز بها فترة الخمير والمتمثلة فى التماثيل والأفاريز التى يذخر بها موقع التراث العالمى فى هذه المنطقة. وخلال الزيارة إلى أنجكور عبّر المشاركون، الذين كانوا قد أضافوا منذ فترة وجيزة 19 موقعاً جديداُ إلى قائمة التراث العالمى، عن تقديرهم للإنجازات التى يفضى إليها التعاون على الصعيد الدولى. والحق أن التزام كمبوديا بالتعاون الدولى الذى تقوده اليونسكو أنقذ أنجكور من التداعيات الناجمة عن العمليات الحربية والإهمال وممارسات السلب والنهب التى كانت تهدد كنوز أنجكور الثقافية بمحوها من الوجود. واليوم فإن هذا الموقع يُعتبر بمثابة نموذج لما يمكن أن يقوم به التراث فى ما يتعلق بنضال البلاد لاستعادة هويتها وضمان تنميتها بعد عقود من النزاعات. كما يبين هذا الموقع كيف أن الإدارة الرشيدة يمكن أن تساعد بلداً لا تتوافر له سوى موارد محدودة فى الاستفادة مما يتمتع به من تراث. وفى ختام الدورة، بلغ عدد المواقع المدرجة فى قائمة التراث العالمى 981 موقعاً منتشرة فى 160 دولة طرفاً فى اتفاقية التراث العالمى. وتشمل القائمة اليوم 759 موقعاً ثقافياً و139 موقعاً طبيعياً و29 موقعاً مشتركاً. بالإضافة إلى ذلك، أدرجت اللجنة موقع "East Rennell" (جزر سليمان) فى قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر، وكذلك المواقع الستة للتراث العالمى للجمهورية العربية السورية. والأمل معقود الآن على أن يكون فى مقدور شتى الدول التعاون فى ما بينها من أجل إنقاذ المواقع المعرضة للتهديد، وذلك على نحو فعال مثلما قامت به فى ما يتعلق بأنجكور التى تم إدراجها فى قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر فى الفترة من عام 1992 إلى عام 2004.