قطر

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر التحضيري للمنتدى العالمي السادس لتحالف الحضارات والاجتماع السنوي لنقاط اتصال التحالف، لمناقشة الخطوات والإجراءات التي سيتم اتخاذها تحضيرا للمنتدى العالمي السادس لتحالف الحضارات المزمع عقده في جزيرة بالي باندونيسيا يومي 29 و30 آب المقبل.
ويستعرض المشاركون في أعمال المؤتمر من ممثلي الدول والمنظمات، والذي ينعقد برئاسة الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ناصر بن عبدالعزيز النصر، الإنجازات التي حققها التحالف منذ انطلاقه وحتى اليوم، وسبل تطوير وتعزيز العمل المشترك بين الحكومات والمنظمات الدولية.
وقال النصر في كلمة افتتاحية إن المؤتمر التحضيري اليوم اختار موضوع "السلام والرخاء لأجل التنمية المستدامة" من أجل التركيز على الدور الذي يمكن أن يلعبه تحالف الحضارات في مساعدة البشر على العيش بسلام لأجل مستقبل أفضل، لافتا الى أن مفهوم العلاقة الوطيدة بين الدور الذي يمكن أن يؤديه تحالف الحضارات في تحقيق التنمية المستدامة انطلق بعد اعتماد وثيقة الدوحة التي تمخضت عن المنتدى الرابع للتحالف في دولة قطر.
واشار الى أنه لا يمكن إنكار الدور الذي تؤديه المحاور الرئيسة لتحالف الحضارات في تحقيق التنمية المستدامة وهي التعليم والشباب والإعلام والهجرة، كما لا يمكن تخيل الفرص لتحقيق التنمية بدون بيئة مستقرة آمنة من الصراعات العديدة الخفية والعلنية والتي باتت تشوبها نزاعات طائفية وخلافات ثقافية.
ولفت النصر الى أن الخلافات الثقافية في بعض الأحيان تكون أحد مكونات الصراعات أو من أسبابها الجذرية أو قد تؤدي دون أن نشعر إلى تعمق الصراعات، منبها إلى أن امتدادها على مر الزمن يزيد في تعميق الكراهية ما يؤدي لفقدان فرص عظيمة للتنمية التي لا يمكن ان تتحقق الا في ظل السلام والاستقرار والمساواة ونبذ التفرقة بين بني البشر.
من جهته عرض وكيل الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وو هونغ بو الدور الذي تقوم به الامانة العامة للأمم المتحدة من خلال إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في متابعة تحقيق التنمية المستدامة ومراقبة تنفيذ الأهداف الإنمائية بالأمانة العامة للمنظمة، مشيرا الى ان منظمة الأمم المتحدة تتابع باهتمام كبير نقاشات تحالف الحضارات من وجهات نظر مختلفة ومتعددة بينما تقوم إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بدعم الجمعية العامة للمنظمة الدولية في مداولاتها المتعلقة بالأديان والحضارات وتعزيز ثقافة السلام.
بدورها تناولت السفيرة الين الفارو من حلقة اتصال إسبانيا لتحالف الحضارات، علاقة الأهداف الإنمائية بتحالف الحضارات، وركزت على أهمية دمج ثقافة الحوار في التنمية.
وقال نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات السفير الدكتور حسن ابراهيم المهندي إن دولة قطر قدمت مختلف أشكال الدعم لتعزيز الدور الذي تمارسه بتحقيق التقارب بين الشعوب والثقافات، ونزع فتيل الصراعات بين الدول وداخل المجتمعات، إضافة إلى تعزيز السلام والأمن اللذين يشكلان المدخل لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء الإنساني.
وقال المستشار الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي اولاف كغورفين "إننا نسعى الى تأسيس أجندة دولية شاملة تضم كل الدول من أجل تحقيق التنمية المستدامة من خلال التعاون والتنسيق بين جميع الدول"، مشددا على انه حان الوقت لتحديد سياسات جديدة تمكن من تحقيق التنمية المستدامة والعمل يدا بيد من أجل تحقيق العدالة المطلوبة.