مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في الزرقاء

امتازت القصص التي قرأها الكاتبان عبد الكريم حمادة وأحمد أبو حليوة في قاعة مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي بالزرقاء مساء أمس بسبرها لأغوار الواقع وآلام الانسان ونبضها بالقلق والفراغ والسكون.
واستهل حمادة الأمسية بقراءة قصص:التفاح الأحمر، تحولات سوداء ، العناكب ما زالت تتدلى، والمتفرجون، فيما قرأ أبو حليوة قصص: تعهد، الرحيل، رجل آخر، الصبر، وعزف على مطر.
وقال الناقد الدكتور محمد سماعنة الذي أدار الأمسية، ان القاص حمادة اعتنى بحركة التنقل بين أزمنة متعددة متباعدة ربط بينها شعور البطل بالظلم ورغبته بالتخلص منه، مثلما اعتنى بالمكان فأشركه في حركة القصة، فهو يرسمه ويصوره باللون والحركة لتكون تفاصيله جزءا من الحدث ووسيلة للسرد.
وأشار الى ان الناقد يلحظ في قصص حمادة تلك النهايات القاتمة التي يملأ بها قصصه وتعلقه بالوصف، سواء وصف المكان والزمان والشخصيات بلغة يمزج فيها بين الحديث اليومي والكلام الموحي البليغ الفصيح، فهو يقترب بلغته من أحاديث الناس ولغتهم اليومية وأساليبهم في الكلام، كما أنه مولع بتقنية الحوار الداخلي والقطع الاسترجاعي ويديرهما في قصصه بمهارة فنان.
وبين الدكتور سماعنة ان أبو حليوة يمتلك القدرة المطواعة اللينة التي تطوع القصة القصيرة لرؤياه، ويمتلك مهارة استخدام تقنيات السرد في تشكيل تلك الرؤية وان لم يقصد ذلك، لافتا الى الحوار العميق المليء بالروح والأحاسيس، وان كان في بعض الأحيان يشعرك بتدخله وسطوته عليه.
ولفت الى الحوار العميق بين العزة والخضوع في قصته(الصبر)، حوار بين عالم الذي يملك والذي لا يملك، فأبو حليوة يملك لغة يصل بها الى قلب القارىء ويدججها بقراءته الموحية الجميلة الساحرة، مثلما يمتلك رؤيا مرتبطة بالوطن وبقضاياه ومزاجها الحزن.
وأضاف انه لا يفلسف قصصه ولا يعقدها، وان كان حريصا على جعلها انسانية، فيها نظرة للحياة وتفاصيل وجع الانسان، فتبدو بعض قصصه غارقة في الواقع وان كان بعضها متداخلا بالرومانسية.