مهرجان الفجيرة

افتتح مساء أمس الأربعاء معرض الفنون التشكيلية ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الاولى في مدينة دبا الفجيرة.

واشتمل المعرض الذي ضم اعمالا فنيا مختلفة لعدد من الفنانين الاماراتيين والعرب والاجانب، على ما يزيد على 50 عملا فنيا تشكيليا مختلفا تنوعت فيها الاساليب والتقنيات من رسم ونحت واعادة استخدام لمواد معدنية وتشكيلها في اطار فني ابداعي كما تنوعت المواد الخام المستخدمة، بالإضافة الى صور فوتوغرافية لمشاهد تزخر بها الطبيعة في دولة الامارات العربية المتحدة وعدد من دول الخليج العربي.

وقدمت فرقة الدان الشعبية من الامارات مساء امس في سادس أيام المهرجان على مسرح الكورنيش في مدينة الفجيرة، لوحات غنائية راقصة ابداعية من فنون التراث، عكست من خلالها موروثات وطقوس وعادات احتفالية من مختلف مناطق دولة الامارات العربية المتحدة.

وتنوعت اللوحات التي تفاعل معها الجمهور بحميمية، من اداء راقص فلكلوري وقصائد شعرية بمصاحبة الموسيقا الشعبية ممثلة بالآلات التراثية الايقاعية المختلفة كالطبول والدفوف والطوس .

كما احيا المغني الهندي مامي خان وفرقته على نفس المسرح من خلال باقة من الاغاني الفلكلورية لمنطقة مانغانيار في أقليم راجيستان الصحراوي شمالي غرب الهند ليلة غنائية موسيقية، افتتحها بأغنية يستخدمها أهل المنطقة في الترحيب بضيوفهم .

وقدم خان في ليلته الغنائية المفعمة بالموسيقا والايقاعات الهندية من تراث مانغانيار مجموعة من الأغاني المرتبطة بمناسبات الميلاد والزواج والاحتفالات العائلية والصوفية، بمصاحبة فقرات من الرقص الشعبي قدمتها احدى اعضاء الفرقة بالأزياء التقليدية المبهجة والثرية بالألوان والتطريز.

وتعد الوان الفنون الشعبية في منغانيار ذات ارتباط بالمجتمعات الإسلامية في راجيستان التي تمتد الى اقليم السند في باكستان وتتمتع بتاريخ عميق من الحكايا الشعبية والتاريخ الشفوي للصحراء تعود الى حقبة الاسكندر المقدوني وما تلا ذلك من احداث مهمة وفاصلة.

وكانت فرقة وجدة الالفية للغناء الغرناطي القادمة من المغرب قدمت حفلتها الثانية ضمن فعاليات المهرجان، على مسرح القرية التراثية في دبا، حيث كانت الاولى اول امس على مسرح الكورنيش في الفجيرة.

واطلقت الفرقة المكونة من 5 فنانين (3 سيدات ورجلين) العنان لاغان تستحضر الفن الاندلسي الاصيل بمختلف قوالبه بما يزخر من معان وقوالب غنائية لاسيما الطبوع المغاربية العريقة التي ترجع إلى الأثر الإسباني الأندلسي قبل آلاف السنين، وهناك اللون المغاربي الأصيل "الدورزوا" و "الصحراوي" فضلاً عن المقامات الشرقية الأخرى كالبياتي والعجم والمصمودي.

واعادت فرقة وجدة من خلال عرضها الفني الذي ارتقى بالذائقة السمعية الألق الى التقاليد الأندلسية موظفة التخت الأندلسي الذي يعتمد على الوتريات والإيقاعات كالرق والصنج والكمان العربي والعود والقانون، لتثري الفضاء السمعي بالقصائد الغزلية من اشعار "ابن الزيدون" أو موشح "يا غزالاً نافراً قد غبت عني" أو "ولهان يهزه دلاله كالغصن مع النسيم مالو".