مهرجان صيف البحرين

شهدت الحركة السّياحيّة في مملكة البحرين مؤخّرًا ازدهارًا ملحوظًا خلال فترة قصيرة امتدّت منذ أيّام عيد الفطر المبارك وحتّى إطلاق مهرجان صيف البحرين، حيث أعلن قطاع السّياحة بوزارة الثّقافة أنّ نسبة الإشغال لفنادق الأربع والخمس نجوم في الفترة ما بين 28 يوليو الماضي وحتّى الأوّل من شهر أغسطس حقّقت نموًّا ملحوظًا، بلغ نسبة 91.6% في فنادق الخمس نجوم، ونسبة 97.1% في فنادق الأربع نجوم، وذلك يوميّ الأربعاء والخميس الموافِقَيْن 30 و31 يوليو الماضي.
وقد شهدت هذه الحركة السّياحيّة إقبالاً من المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين نشطت فيه السّياحة الدّاخليّة، إلى جانب زوّار مملكة البحرين من منطقة الخليج العربيّ، الذين شاركوا البحرين خلال هذه الفترة خططها السّياحيّة وأنشطتها وفعاليّاتها التي انطلقت منذ العيد ولا زالت مستمرّة عبر العديد من الأنشطة والعروض الاستثنائيّة هذا الصّيف.

وقد وفّرت خطّط الصّيف لهذا العام العديد من الخيارات العائليّة والثّقافيّة والفنّيّة، والتي عزّزت فرص اختيار مملكة البحرين وجهةً سياحيّةً ومقصدًا جذّابًا في هذا الموسم. كما أنّ التّعاون الذي أبرمته وزارة الثّقافة مع عشرات الفنادق من فئة الأربعة والخمسة نجوم من أجل توفير عروض إقامة مميّزة قد ساهم في ارتفاع نسبة إشغال تلكَ الفنادق، وترشيح البحرين لأن تكون مكانًا عائليًّا ومناسبًا لقضاء الإجازات والعطل، وللاستمتاع بالفعاليّات والأنشطة المتنوّعة التي تلبّي اهتمامات جميع أفراد الأسرة.

ففي استراتيجيّة مدروسة، تستهدف تشكيل بيئة تفاعليّة، أطلقت وزارة الثّقافة خلال هذه الفترة العديد من الأنشطة والفعاليّات، بدأتها مع النّجم الشّبابي سعد لمجرّد الذي أحيا أمسيتين غنائيّتين في الصّالة الثّقافيّة، التي شهدت في ثاني وثالث أيّام العيد حضورًا جماهيريًّا ملأ مدرّجات الصّالة بأكملها.

كما أطلقت الوزارة الثقافة يوم الخميس الماضي، الموافق 31 يوليو مهرجان صيف البحرين في نسخته السادسة، والذي يحمل عنوان "صيفنا ألوان"، حيث يتضمّن المهرجان عشرات الفعاليّات والأنشطة اليوميّة المتنوعة التي تناسب جميع أفراد الأسرة. وكانت بداية هذا الموسم برفقة مدينة (نخّول)، التي تجمع تحت سقفٍ واحدٍ فضاءات متداخلة ما بين الموسيقى، الفنّ، الرّسم، الاكتشاف، البرامج التّعليميّة، العروض المسرحيّة والورش العمليّة والتّدريبيّة المفتوحة لكلّ الجمهور. وتُقدَّم أغلب فعاليّات المهرجان وورشه بشكل مجانيٍّ في المدينة المقامة على أرض مركز البحرين الدوليّ للمعارض والمؤتمرات في الفترة ما بين 31 يوليو وحتّى 30 أغسطس، في حين تُباع تذاكر بعض الفعاليّات العالميّة بمبالغ رمزيّة تناسب الأسر وتشجّع على استقطاب الزّوّار من مختلف الدّول، إلى مسرح العرض الذي سيشهد العديد من الحفلات والعروض العائليّة والموسيقيّة، والذي تبلغ سعته الاستيعابيّة 1930 مقعدًا.

كذلك شهد اليوم الأوّل من مهرجان صيف البحرين إطلاق فعاليّة (سيرك الأحلام في فانتازيا الأدغال)، حيث على مدى عدّة عروض قدمها السّيرك خلال ثلاثة أيام، رصد القائمون على المبيعات حجز أغلب التّذاكر من قِبَل مئات العائلات وأطفالهم لمشاهدة عروض السيرك والاستعراض الفنّيّ المرافق له، إذ بلغت أعداد الحضور إلى فعاليّات السيرك لنحو 8آلاف زائر على مدى ثلاثة أيام.

وقد أثنت العديد من العائلات البحرينيّة والزوّار على الدّور الذي تضطلع به وزارة الثقافة في تنويع الأنشطة، والتي تتقاطع ما بين التّرفيه والثّقافة والتّعليم في الوقت ذاته، الأمر الذي يساهم في صناعة الوعي لدى الجماهير.