الرياض ـ العرب اليوم
صدرت المجموعة القصصية (لحظات معه) للكاتبة فوزية الجار الله حديثا عن (دار المفردات) للنشر والتوزيع في الرياض، وتتضمن قصصا من عناوينها (يوغا) و( الأسوار) و (الغرق) و (الحصار).
وتأتي هذه العناوين الفرعية التي تضمنتها المجموعة في السياق العام للغة الكاتبة التي جاءت ملبدة في كثير من جوانبها بالشعور بالكآبة والغربة والعزلة والقلق والتوتر والأرق والتوجس، حتى بدا للقارئ وكأن هذه المفردات وما يوازيها قد أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية المعاشة، ليست بالنسبة للكاتبة ومحيطها البيئي أو الاجتماعي وشخوصه فحسب، وإنما يشمل ذلك أيضا نسبة كبيرة من الناس في العصر الحديث، الذي اختلط فيه الضجيج الخارجي للتكنولوجيا الحديثة بالضجيج الداخلي لإنسان العصر الحالي الذي نعيشه، وما يعتمل في ذهنه ومخيلته ومشاعره وأحاسيسه من شعور أو رغبة في العزلة، أو النفور من محيطه الذي طغى من خلاله صوت الآلة الصناعية المنتجة على صوت الإنسان في الوقت الراهن، ولتكون بديلا عنه، بحيث يظل الإنسان صامتا، واجما، منطويا على نفسه في كثير من الأحيان، وليبقى الكلام والحديث للآلة وحدها، لكون لغتها قد أصبحت هي اللغة الفاعلة في نموه وتطوره صناعيا - في الوقت ذاته – الذي يتراجع من خلاله اهتمام الإنسان بنفسه وبمشاعره وبمحيطه من الناس – لغويا – على الأقل.
حاولت فوزية الجار الله من خلال مجموعتها ألا تكون نموذجا من تلك النماذج الإنسانية المعنية – وحدها – بالعزلة عن مجتمعها قدر المستطاع على الرغم من اصطباغ رؤيتها بنظرة متشائمة، فاترة، قاتمة تجاه الحياة التي تعيشها بشكل عام، وعلى مستويات عدة: إنسانية واجتماعية ونفسية.