بيروت ـ وكالات
بعد عديد المجموعات القصصية اللافتة، وروايات الصغار، والكتابات المسرحية، يلج الأديب الفلسطيني محمود شقير عالم الرواية من باب «فرس العائلة»اسم روايته الصادرة قبل أيام عن دار نوفل للنشر والتوزيع في بيروت ممهورة بدمغة الناشر هاشيت أنطوان. في 315 صفحة من القطع الكبير يجوب شقير صاحب 35 كتاباً وستة مسلسلات تلفزيونية وأربع مسرحيات، في روايته المهداة إلى ابنته أمينة وحفيده محمود، فضاء البريّة الواسع، ويعاين أعرافها التي ابتدعها أبناؤها البسطاء. هناك بين مضارب العشيرة، وفي خضم تغيرات المكان والزمان، يقرر (منّان) أحد أبناء البرية وبسطاء العشيرة، الرحيل، والتوجه غرباً باتجاه مشارف المدينة، وسط تجاذبات باقي أبناء العشيرة، وتهامس معظمهم عليه وعلى قراره. هي إذاً رحلة الشتاء، وأيام قيظ الصيف، والجنود الأتراك، وجندرمة الأوقات العصيبة من تاريخ فلسطين، وتبدلات الزمان، وغياهب المكان. لغة شقير، كما في معظم أعماله، لا تتخلى عن معادلة السهل الممتنع، وهو ليس من أنصار الانغماس المفرط في شؤون اللغة وشجونها. مهيرة، محمد ابن منّاع، الشيخ عبد الله، الضابط التركي، صبحاء، مهيوبة ويا «نايحة نوحي عليه نوحي/ عبد الله امّدّد على اللوحِ»، حيث امتد حِداد مهيوبة على الشيخ سبعة أعوام، رفضت خلالها الخطّاب الذين جاؤا إلى أبيها، فالشيخ عبد الله قُتل غدراً عند بئر الماء، بعدما أجار كزعيم ورث الزعامة عن أبيه المقتول أيضاً، الجندي الهارب من الخدمة العثمانية. أحداث، وبريّات وأحلام وأنواء، وشخصيات، يستلها شقير من الزمن الفلسطيني الممتد بمأساته وتصاريفه وأهواله الجسام حتى يومنا هذا، في رواية يغدق عليها صاحبها من روحه ووجدانه وذاكرته ومختلف مداخل معرفته. يكتب محمود شقير المولود العام 1941 في جبل المُكَبِّر نواحي القدس، القصة للكبار والرواية للفتيات والفتيان، تُرجمت العديد من قصصه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والصينية والكورية. شغل مواقع قيادية في رابطة الكتاب الأردنيين، وفي الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين. عاش فترة من حياته في بيروت وعمّان وبراغ قبل أن يستقر به المقام في القدس.