صدر حديثا طبعة جديدة لرواية "مقتل فخر الدين" للروائى عز الدين شكرى، عن دار الشروق للنشر والتوزيع. من أجواء الرواية "أخرج فخر الدين رأسه من تحت البطانية: ما الذي أيقظني مبكرًا هذا الصباح؟. هذا الصمت مبالغ فيه. وقف فخرالدين في الصالة يحدق في النافذة... نظر طويلًا إلى قمة المنزل المجاور، ثم ارتسم على ملامحه هدوء وسلام، مد يده إلى جلبابه الأبيض وسرواله الأبيض... أكمل ارتداء ملابسه وعاد إلى الصالة، وجال بنظره على الأشياء مودعًا... فتح الباب وخرج. عندما خطا فخر الدين خطوته الأولى في شارع العهد الجديد، أدرك أن الجو الغريب قد أحكم سيطرته تمامًا... صمت مرعب يشلالشارع ... الوجود الخفي كثيف ومنظم.. عشرات العيون الخبيئة ترقبه ويسلمه بعضها لبعض... ثم انهال الصوت داميًا متفجرًا من كل نافذة ومدخل وسطح. متتاليًا سريعًا متدفقًا متصلًا نافذًا وقاتلًا. سقط فخرالدين سقطة واحدة على رصيف الشارع في دمه الأحمر القاني المنساب ساخنًا على ردائه الأبيض... أفسح الهواء صدرا لإشارة الصمت؛ فصمتت الرشاشات الآلية صمتًا شاملًا.