قدمت الروائية العراقية ناصرة السعدون شهادتها حول تجربتها الإبداعية، متوقفة عند كل من رواياتها وترجماتها، جاء ذلك في حفل التوقيع الذي نظمه "البيت الثقافي العراقي" في رابطة الكتاب الأردنيين، لروايتها "أحببتك طيفا"، الصادرة مؤخرا في عمان، في طبعتها الثانية. السعدون، التي أشارت إلى أنها بدأت الكتابة الإبداعية متأخرة، إذ صدرت روايتها الأولى "لو دامت الأفياءء"، بعد أن تجاوزت الأربعين من عمرها، أكدت في شهادتها أن رواياتها تتناول أحداثا سياسية عاشها العراق منذ خمسينيات القرن الماضي، وإن كان الحب هو الثيمة الرئيسة التي تجمع بين أعمالها الروائية، وحذرت السعدون من قراءة مختصرة للرواية، بل دعت إلى قراءتها كاملة، لتتضح الرسالة الوطنية والسياسية التي تتضمنها. وفي شهادتها أشارت السعدون إلى تجربتها السابقة في بغداد، حين أطلقت "بيت سين للكتاب"، الذي كان ملتقى للمثقفين والمبدعين العراقيين في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وكان الباحث والإعلامي د. مجيد السامرائي قدم للأمسية وأدارها، داعيا إلى إعادة قراءة أعمال الروائية السعدون، التي لم تحظ بقراءة من النقاد لرواياتها، لافتا النظر إلى ما تمثله السعدون في المشهد الثقافي العراقي المعاصر. رواية "أحببتك طيفا" كانت صدرت في بغداد أثناء العدوان الأميركي على العراق عام 2003، ولم تصل إلى القراء كما أكدت السعدون، الأمر الذي دفعها إلى إعادة طباعتها في عمان عن دار الأديب العراقية العام الماضي، ولها أعمال روائية أخرى مثل "ذاكرة المدارات" وروايتها الأخيرة التي ستصدر قريبا في الإمارات العربية وتحمل عنوان "دوامة الرحيل"، إضافة إلى سيناريوهات وأعمال مترجمة عديدة. وفي نهاية الأمسية، التي حضرها جمع من المثقفين والمهتمين العراقيين والأردنيين، دار حوار بين الروائية والجمهور، أجابت فيه السعدون على عدد من الأسئلة التي تتعلق بكتابتها ومرجعياتها الثقافية والمعرفية، مؤكدة أن لا علاقة لها مطلقا بما جرى ويجري في العراق بعد احتلاله عام 2003، وهي المقيمة في الأردن منذ أكثر من ثمانية أعوام، في حين وصفها بعض الحاضرين بالمبدعة والإنسانة والمناضلة، استنادا إلى مواقفها الوطنية المنحازة لوطنها وأمتها والمناهضة للاحتلال، مؤكدة أنها استفادت من فترة إقامتها في فرنسا لعدة أعوام. القائمون على البيت الثقافي العراقي أعلنوا أن محاضرة الأسبوع المقبل في برنامجهم ستكون للإعلامي والإذاعي د. حارث عبود الذي سيتحدث فيها عن إذاعة بغداد ودورها في صناعة الأحداث السياسية ومتابعتها في العراق.