صدرت مؤخرًا رواية "الملك الوجه" للراوئى محسن يونس، عن دار نشر الأدهم، وجاءت فى 150 صفحة من القطع المتوسط. تحكى الرواية، فى جو أسطورى، حكاية مملكة الرمال التى لا تملك خارطة ثابتة، بسبب الحدود المتحركة، ويحكمها ملك هزلى لا يملك إلا عينًا واحدًا يرسل البعثات المتتالية من الجغرافيين والمساحين لرسم حدود لمملكته، عن ظهر طائر (السامورنيس) الضخم. يعرض الروائى لحوارات فنتازية عن الحياة والزمن والتاريخ بين الملك وحكمائه الذين لا يلبث يفتك بهم بشكل دائم، ويقتلهم بأشكال عبثية مضحكة، عندما يعرضون لحقائق تخالف هواه. يقول الكاتب عن المملكة المتخيلة: "مرت ثلاث وثلاثون يومًا كانت حدود المملكة فيها لا تسقر على حالها فى الامتداد، يعقبه فى اليوم التالى انكماش، لا علاقة فى هذا التغير لدرجة الحرارة وقانونها مع المادة، ولكنها الرمال وأفعالها، والحياة تسير فى المملكة ولا تتوقف". وقال أحد حكماء المملكة للملك: "لا تشغل بالك أيها الملك بمحاولة سجننا فى مساحة مهما ترامت أطرافها وتنوعت بيئاتها، أو صغرت قيد حجرة.. "غضب الملك من حديث الحكيم، وزمجر هادراً: "هل ترى مملكتى سجناً؟! وهل تقارن اتساعها بحجرة؟!" عبثاً حاول الحكيم توضيح وجهة نظره المرتكزة على ألا نأخذ بظاهر العبارة، ظل الملك على غضبه ناظراً إلى الحكيم متفحصاً، وحجرات قلبه الأربعة يزحمها الحقد ويجرى بها دم يغذى شكه فى أن الحكيم يعرض به، فالحكيم له عينان واقعتان فى مقدمة رأسه، بينما هو له عين واحدة تقع فى اليسار من وجهه، والحقيقة أن الحكيم ليس وحده الذى يملك عينين بل كل ناس المملكة يملكون عينين، لذا فالملك هو صاحب التميز بالمملكة منذ ولد وحتى جلس على عرشها. صدر سابقا لمحسن يونس روايات ومجموعات قصصية: "الأمثال فى الكلام تضىء" و"الكلام هنا للمساكين" و"يوم للفرح" و"حلوانى عزيز الحلو" و"بيت الخلفة" و"سيرة جزيرة تدعى ديامو" و"حكاية عن الألفة" و"حرامى الحلة" و"ما تبقى من نهايات بعيدة".