عمان ـ وكالات
احتوت المجموعة القصصية (المرفأ) للاديب نائل العدوان على جملة من النصوص السردية الابداعية التي تنهض على واقعية سحرية وثيقة الصلة بالبيئة المحلية . يرسم العدوان بقلمه المزنر بمخيلة رحبة اجواء ومناخات غير معهودة في فن كتابة القصة القصيرة الاردنية والتي تتأرج على دفتي الفانتازيا والغرائبية المفعمة باحاسيس ومشاعر انسانية رغم تلك الشطحات الكابوسية الا انها تبقى في حراكها طيعة لرؤى القاص الذي يتنقل فيها من اطلال الامكنة والمساحات المشدودة الى فضاءات الصحراء مرورا بتلك العلاقات العابرة ووليدة العيش على الهامش وصولا الى تنامي وسائل التواصل الاجتماعي وما يرتبط بكل هذه التلاوين من العلاقات من واقع مشرعة ابوابه على تحولات بليغة . يحرص الكاتب على تجسيد تلك القصص بصور ووقائع معاصرة تؤشر الى سياسات واحداث راهنة مغلفة بدعابات وسخرية لاذعة تنحاز الى جماليات السرد المقتصد التي تفيض بسلاسة التعابير الشعرية في عناق للاشواق المليئة بالدلالات الانسانية العذبة . من بين عناوين قصص المجموعة الصادرة حديثا بدعم من وزارة الثقافة عن دار فضاءات : (رأس اخر، الطاسوس، اخر الخيبات، زجاجات فارغة، حبة قمح، سيجة، الخم، ..) جميعها مجبولة ببراعة الوصف والتفاصيل لدواخل الذات وفي ادراك واع للتفاصيل التي يحيا فيها شخوص قصصه المتدثرون بذلك الصمت البليغ وباطياف الكلام وشروحاته المستمدة من عناصر ومفردات الموروث الشعبي والثقافي وقصصه وحكاياته في انحياز الى تطلعات هموم وآلام تنشد الانعتاق والبهجة .