القاهرة ـ العرب اليوم
صدر حديثا عن دار بيت الياسمين للنشر والتوزيع رواية "نص هجره أبطاله" للكاتبة الروائية دينا عبد السلام المدرس بقسم اللغة الإنكليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية. وتعد الرواية أولى أعمالها الأدبية. وتدور أحداث الرواية بالإسكندرية، حيث سيدة عجوز تدعى منال نجيب تنقب فى بقايا ذاكرتها لتسطر سيرتها وهى على فراش الموت لأجل رأب الصدع الذى ألم بعلاقتها وابنتها الوحيدة سحر جلال والتى شدت الرحال إلى القاهرة، حيث استقر بها المقام غضبًا من الماضى وثورةً عليه، فتبدأ الرواية بمذكرات الأم بين راحتى الابنة بالقاهرة. وتبدأ الابنة رحلتها فى غياهب تلك المذكرات، فإذا بنا أمام عالم ملىء بالكمد والآهات وقدرٍ كبيرٍ من الوحدة والانعزال، فلقد تيتمت منال وهى تبلغ من العمر عاما، فتولت جدتها لأمها - اعتدال هانم - رعايتها. وفى عالم منضبط على إيقاعات صارمة ومأهول بالعجائز، تعلمت منال الفن الكلاسيكى واستقت أصول الحياة الارستقراطية. وحين بلغت عامها الثالث، ألحقها جدتها بمدرسة فرنسية حيث عاشت تحت أمرة راهبات كاثوليكيات شديدات الحزم وفى سعيها الحثيث للخلاص من تلك الأجواء الخانقة، استغرقت فى التأمل ما أثار حفيظة زميلاتها وزاد من عزلتها. وتظل الرواية تمهد لدخول شخصيات جديدة ووقوع أحداث ستقلب حياة البطلة رأسًا على عقب على نحو لم تعتده أو تتوقعه البتة. وبنهاية الرواية نرى الابنة فى حالة من الارتباك والتخبط الشديدين، فالمذكرات تطرح الأسئلة أكثر من كونها تقدم الإجابات، ما يدفع بالابنة لكشف النقاب عن خبايا وأسرار الماضى، فتقرر العودة أدراجها إلى الإسكندرية فإذا بالنص مفتوحا للاحتمالات والتأويلات. وللرواية طابع غير تقليدى فلقد خرجت على هيئة مذكرات حقيقية بدءًا من كونها مكتوبة بخط اليد، مرورًا بالحذف والكشط والإضافات حينًا، وارتجاف وارتعاش الخط حينًا ما ينم عن مدى الوهن والإعياء الذى أصاب البطلة جراء معاناتها النفسية والجسدية على فراش الموت. الجدير بالذكر أن الكاتبة حاصلة على درجة الدكتوراه فى مجال النقد الأدبى عام 2010 كما أخرجت فيلمًا روائيًا قصيرًا بعنوان "هذا ليس بايب" والذى شارك فى العديد من المهرجانات العربية والدولية وحاز جائزة مخرجات عربيات من مهرجان بغداد السينمائى الدولى فى العام 2011.