كاتبات وقصص مجموعة من القصص القصيرة المترجمه عن الإنكليزية قام بترجمتها محمد منير الأصبحي وهي لأديبات من جنسيات مختلفة إلا أن النصيب الأكبر لقصص أمريكية وبريطانية تركز على انعكاس الحياة الاجتماعية والإنسانية في بيئتها. يذكر المترجم في المقدمة أن هذه القصص تجسد فكرة فحواها أن الأدب القصصي والروائي قد يكون في جوهره أدبا نسائيا وأن النساء هن جمهور الرواية الرئيسي وهذه حقيقة يعرفها الكثير من المثقفين مشيراً إلى تزايد دور المرأة في الأدب الروائي ودخولها بعمق في البنية التركيبية للحدث كما أن المرأة أخذت دورا هاما في كتابة الرواية. ويوضح أن المرأة لديها استعداد طبيعي للعرض الواقعي واهتمامها ينصب على أمور ذات جوهر موضوعي إضافة إلى أن المرأة أقل خيالا ورومنتيكية من الرجل وأنها ترى الحياة بشكل أكثر حدة ومطالبها أكثر اعتدالا فليس لديها أحلام تشتت فهمها وتفكيرها. ويظهر في الكتاب أن هناك ميلا إلى ترجيح فكرة تفوق المرأة في الأدب النسائي برغم أن الأغلبية الساحقة من أدباء الرواية هم من الذكور مثل دستويفسكي وجويس وبروست وغيرهم. ويرى الأصبحي أن المرأة في الغرب لم تستطع قبل القرن التاسع عشر أن تخترق بشكل جدي الطوق المفروض على كل ما أنتجته دور النشر ذلك الطوق الذي يمنع المرأة من المساهمة العملية في الإنتاج الأدبي. ويوضح المترجم أن عدد النساء العاملات في حقل الأدب القصصي والروائي ضئيل جداً بالمقارنة مع الرجال وذلك بسبب القيود التي فرضت على المرأة عبر القرون الطويلة إذ ان آثار هذه القيود لا يمكن أن تختفي خلال فترة زمنية قصيرة وأصبح الفارق العددي بين الرجال والنساء يتضاءل باستمرار مع تساقط الكثير من الحواجز والقيود. ويرى الاصبحي أنه لا يمكن لهذه المجموعة القصصية أن تطمح لأن تكون كافية لتمثيل الأدب النسائي القصصي المكتوب باللغة الانكليزية إلا أنها تقدم مجموعة جيدة تفيد المثقفين ودارسي الأعمال القصصية النسائية وتغطي قصصا من القرن التاسع عشر حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. تتناول القصص شخصيات نسائية وعلاقة المرأة بالرجل وعلاقة المرأة بالمرأة وتتناول مراحل معينة من حياة المرأة من منظور أنثوي فضلا عن التصاق القصص بمجتمعات مختلفة مثل مجتمع الطبقة الغنية في نيويورك وفي لندن كما في قصتي حمى رومانية لإيديث وراتون وحفلة الحديقة لمانسفيلد. وتصور بعض القصص مجتمع الغرب الأمريكي الذي تطغى فيه القيم المادية على القيم الجمالية والأحاسيس المرهفة وما ينطوي عليه ذلك المجتمع من صراع بين العاطفة وما يعتبره الناس نجاحا بين الروح والمادة كما في جنازة النحات للكاتبة لولا كثير إضافة إلى تصوير المجتمع الأرستقراطي الجنوبي الأمريكي وهو في طريقه إلى الزوال كما قصة جودا نز لايلين غلاسغو... وتعالج بعض القصص تجارب إنسانية أساسية مثل تحدي الطبيعة الذي يواجهه طفل صغير لإرضاء نفسه في قصة عبر النفق للكاتبة دويس ليسنغ أو المواجهة بين فتاة صغيرة وعجوزين بدأ الخرف يسيطر عليهما في قصة يودورا ولتي بعنوان زيارة بدافع الصدقة أو الانطلاق من الهموم الشخصية إلى تطوير مفهوم شامل للحب كما في قصة كارسون مكرلز التي عنوانها "شجرة .. صخرة .. سحابة" ويتناول عدد كبير من قصص المجموعة المواجهة مع الموت فبعض القصص تنتهي بموت الشخصية الرئيسية إما بسبب المرض أو الكبر في السن وبعضها أيضا تصور مواجهة الإنسان مع الموت بشكل مختلف ِفيه مأساة أكثر مثل تجربة الموت التي يخوضها طفل أو فتاة في سن مبكرة كما في قصص الأحياء لماري جوزفين لافن. وتختلف القصص أيضاً اختلافا كبيراً في أسلوبها الذي يتراوح من الأسلوب السردي التقليدي المألوف في القرن التاسع عشر في قصة زوجان من مانشستر لإلزابيت غاسكل إلى الأسلوب التجريبي في قصة حدائق كيو لفرجينيا وولف حيث يصعب الحديث في هذه القصص عن شخصيات وعن حبكة لأن الإنسان يشكل فيها جزأ من عالم الطبيعة لا يزيد في أهميته عن الكائنات الأخرى. ونخلص في المجموعة إلى نتيجة هامة تبين من خلال الأدب النسائي الغربي أن المرأة في العالم الغربي لا تزال عرضة لاستغلال الرجل واضطهاده ونرجسيته ولا تزال تعاني في كثير من الأحيان من الفراغ العاطفي والوحدة بالرغم من كل التحرر والحرية والمساواة الذي يدعيها ذلك العالم. يذكر أن الكتاب يحتوي بعض الأخطاء اللغوية فلا يجوز رفع المضاف إليه كما ورد في مقدمة الكتاب المواجهة بين فتاة صغير وعجوزان كما أنه أضاف ال .. التعريف لنكرات كقوله يعترض البعض والكل يريد والكتب من منشورات الهيئة العامة للكتاب يقع في 464 صفحة من القطع الكبير.