القاهرة ـ وكالات
صدرت مجموعة قصصية جديدة بعنوان "ذهبت مع الخريف" للروائي والكاتب السياسي والقاص د.فايز رشيد. وهي المجموعة الثالثة لرشيد بعد مجموعتيه "وداعاً أيها الليلك" 2003، و"في الطريق إلى الوطن" 2008. والمجموعة الجديدة تتألف من 20 قصة قصيرة، تنسج ما بين الواقع والهموم المعاشة والخيال في أسلوب قصصي جذاب يخاطب القلب والعقل معاً. وكان رشيد في مجموعتيه السابقتين قد مزج بين الهموم الوطنية ومناجاة الواقع، فهو يتجه في "ذهبت مع الخريف" نحو إشكالات حياتية في مختلف المناحي الإنسانية. ويتطرق رشيد لما سبق في قصتيه: الدائرة وحكايا طبيب، وفي قصته "بين الشك واليقين" لقضية شائكة من أهم ما يجري في واقعنا وما يُطرح من أسئلة تتناول الإيمان بشفافيته الدينية السمحة وبين التحويرات للدين والمفاهيم القاصرة من تلك التي تذهب بالدين بعيداً عن سماحته وإنسانيته، وأخذه بعيداً عما يهدف إليه. ويتطرق رشيد أيضاً في قصصه مثل "نفاق بالإكراه" إلى سؤال مهم عن معاناة المهن المختلفة من بينها الصحافة في عصرنا الحاضر، من حيث الإشكالات الكثيرة التي تواجه المخلصين والمؤمنين بقضايا شعوبهم في عكس هذه القضايا كلمات مكتوبة على قاعدةٍ طرفاها النقيضان: الإخلاص والنفاق. الأدب عند فايز رشيد لا يأخذ معنىً افلاطونياً "الفن للفن"، بل هو يمزج بين الفن والحياة، في تلك المعادلة التي ترى الفن في خدمة الحياة: تساؤلاتها وأهدافها وغاياتها ووسائل تحقيقها لذلك تصبح المعادلة: اندغام الاثنين معا في مفهوم متداخل عنوانه "الفن الحياتي". وبالرغم مما أوضحه رشيد في بداية المجموعة "من أن الأحداث والشخصيات في كثير من هذه القصص هي من صنع الخيال، وأي تشابه بينها وبين الواقع، هو محض صدفةً" فإن قصص المجموعة المطبوعة في 180 صفحة من القطع المتوسط، هي نماذج حياة: أنا، وانت، وهو، نراها، نعيشها، تؤثر فينا ونتأثر بها.