رواية "صمت الكهنة"

قررت دار "سما"، نشر طبعة ثانية من رواية "صمت الكهنة" للشاعر والروائي صبحي موسى، بعد نفاد طبعتها الأولى التي صدرت عام 2002 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وكان موسى قد حصل عن هذه الرواية على الجائزة المركزية لقصور الثقافة عام 2001، وتعتبر العمل الروائي الأول له، قبل أن يصدر "حمامة بيضاء" عن دار "ميريت" عام 2005، و"المؤلف" عن دار "الدار" عام 2008، ثم "أساطير رجل الثلاثاء" عن الهيئة العامة للكتاب عام 2013، والتي فاز عنها في معرض القاهرة الدولي للكتاب الأخير بجائزة أفضل عمل روائي لعام 2013.
في رواية "صمت الكهنة"، نجد مدينتين؛ إحداهما حديثة يعاني فيها الناس مما في مصر من مشكلات البطالة والصرف وسوء أحوال الطرق وتهدم المباني والبحث عن حياة تليق بمواطن كريم، ومدينة أسفلها مضيئة ومبهجة ومقدسة منذ آلاف السنين، مدينة قائمة على العدل وقوانين "ماعت" وكهنتها، لكنها تحمل في طياتها صراعا دينيا أودي بحياة الكثيرين، وانتهى بضرورة السلام وقبول الآخرين.
تنطوي الرواية على بحث طويل عن القوانين المفسرة لتصرف المصريين على النحو الذي نراه دون معرفة أسبابه، وبها دعوة لإحترام الآخر وقبوله والتفكير على أساس من العلم والمنطق وعدم محاربة كل ما هو مجهول بالنسبة لنا.
لعب موسى في هذه الرواية على التوازي بين زمنين، أحدهما قديم قبل توحيد الأراضي المصرية على يد مينا نارمر، وبطله كاهن شاب يدعى حور محب، عمل بالفلك وتقدم على أساتذته ونظرائه حتى وصل بعلمه إلى استبصار اللحظة الزمنية الراهنة،حيث شبيهه "مسعد أبو النور".
أما الزمن الثاني فهو زمن الأحداث الحالية وبطله هو "مسعد أبو النور" نفسه والذي ولد في بيت ريفي قديم وتلاحقه سيرة وتفاصيل حياة "حور محب" إلى أن يدخل مصحة نفسية، ولم يكن له علاج سوى أن يكتب سيرة الكاهن القديم الذي حكم عليه معاصروه بالهرطقة.