القاهرة - أ.ش.أ
صدرت عن دار "العين" مؤخرا رواية "جنة البرابرة" للكاتب السوري خليل صويلح، والتي تسجل يومياته من قلب المأسأة، كما عاشها طوال ألف يوم ويوم، ليغلق الدائرة على "سرديات الشهـود"، وإذا بنا نقع على شهرزاد أخرى تتجول في شوارع دمشق اليوم، وسط الحرائق، من دون أن تحتاج إلى اختراع حكايات خيالية.
وفي هذه الرواية يستعيد صويلح الكثير من تقنيات السرد التي بدأ بها في روايته الأولى "وراق الحب"، حيث الانقتاح على الكثير من السرديات التاريخية التي كان مؤلفوها قد أرخوا للخراب الذي حل بالعاصمة السورية في مراحل تاريخية سابقة، مثل شهاب الدين البديري؛ الحلاج وابن عساكر وابو حيان التوحيدي مع عمل ما يمكن تسميته ب"كولاج" يجاور بين نصوص معاصرة وأخرى تاريخية للكشف عن حجم الماسأة السورية.
ويقوم العمل على لعبة تداخل الأزمنة، حيث يدرك القارىء أنها رواية أقرب لشهادة تلتقط اليومي والمعاش في مدينة تحت القصف يقدمها كاتب معاصر. وفي الرواية أيضا حوار وتناص مع نصوص حديثة تؤكد حرفية الكاتب الذي لا يظل يعيش في دمشق رغم كل ما تشهده المدينة من خراب، فقد أصر أن يكون شاهدا عليه.