صنعاء - سبأ
دُشن في صنعاء فعاليات المعرض المشترك للمخطوطات بعنوان" فن الخط والزخرفة في الإسلام " تنظمه وزارة الثقافة والسفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بصنعاء بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأوروبي بصنعاء وجامعة صنعاء وأمانة العاصمة .
ويعرض المعرض الذي يستمر خلال الفترة (26 أبريل وحتى 26 مايو ) صورا من نفائس المخطوطات الإسلامية التي تزخر به المكتبة الوطنية بباريس ودار المخطوطات بصنعاء والتي تعود للقرون الأولى للهجرة وحتى العهد العثماني وعددها أكثر من40 مخطوطة مصورة منها 10 مخطوطات مصورة من دار المخطوطات تم تصويرها على لوحات فلكس مختلفة الأحجام والمقاسات .
وفي افتتاح المعرض في ساحة كلية الاداب بجامعة صنعاء بحضور وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب الدكتور مقبل التام الاحمدي وعدد من المسؤولين وسفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة أشارت نائب وزير الثقافة هدى أبلان إلى أن الاحتفاء بمعرض الزخرفة والخط العربي في الإسلام يجسد عنوان للذائقة الإسلامية العربية عبر التاريخ وامتزاجه بالأخر وقدرته على تعزيز التواصل والتلاقح الثقافي بين الشعوب .
وقالت إن فن الخط العربي والزخرفة يعيدنا لقراءة كثير من المراحل التاريخية الخصبة عبر سياقات تطور ونماء وتنوع هذا الفن الذي يعكس حالة ثقافية مليئة بكثير من الروح والاخلاقيات..
واعتبرت إقامة المعرض تحد معرفي وأخلاقي في هذه اللحظة التاريخية الراهنة في كافة مستوياتها وتحدياتها السياسية و الأمنية والاجتماعية والثقافية.
ولفتت أبلان إلى أن إقامة هذا المعرض في الوقت الراهن يعد استدعاء تاريخي لمرحلة زاهية بالألوان والرؤى والتراكم الإنساني الإيجابي في حوار الخط والمعرفة والذي يعد اليمن مدماك أساسي في هذا البناء العربي الإسلامي والإنساني الراسخ ومهد الكثير من الإضاءات حسب وصفها .
وأكدت نائب وزير الثقافة أن الوزارة تراهن على الشركاء والأصدقاء من خلال المساهمة في تحويل مخزون المخطوطات إلى قلعة للنشر العلمي والمعرفي من خلال إتاحتها للتحقيق والدراسة لاسيما وأن دار المخطوطات بصنعاء يحوي أكثر من 16 ألف مخطوط واكثر من 20 ألف رق قرأني .
من جانبه أشار نائب رئيس جامعة صنعاء للشئون الأكاديمية الدكتور حمود الظفيري إلى أن الجامعة تسعد باحتضان هذه التظاهرة الثقافية الخلاقة حول " فن الخط والزخرفة في الإسلام" التي تجسد بعداً مهماً في مسيرة التواصل الإنساني بين الشعوب في الشرق والغرب .
مؤكداً أن هذا المعرض الفريد من حيث الفكرة والعرض يعد لبنة أساسية في طريق بناء علاقات التعاون والشراكة بين أوروبا والعالم الإسلامي نظراً لأن التراث يشكل رافعة قوية لزيادة التعاون الثقافي والعمل المشترك من خلال سياقات بحثية وعلمية وبما يكفل الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار .
وثمن دور وزارة الثقافة ومفوضية الإتحاد الأوروبي والمعهد الفرنسي والسفارة الفرنسية بصنعاء وأمانة العاصمة والجهود التي بذلت في سبيل الاعداد والتنظيم واخراج هذا المعرض إلى حيز الوجود والذي يعبر عن رقي مبادئ وقيم الحضارة الإسلامية النابضة بقيم التعايش والتسامح و الإبداعات التي جسدت عمق الدين الإسلامي الحنيف
كما أشاد بدور السفارة الفرنسية بصنعاء على وجه الخصوص التي تبنت نقل المعرض من فرنسا إلى الجمهور اليمني وعرض محتوياته في ثلاث مواقع مفتوحة على الهواء الطلق بأمانة العاصمة.
بدوره أوضح السفير الفرنسي بصنعاء فرانك جُليه أن فكرة المعرض الذي بدأ الإعداد له نهاية 2012م، جاءت مستوحاة من معرض مماثل أقيم في المكتبة الوطنية بفرنسا عام 2011م حول فن الخط والزخرفة في الإسلام ، وحقق نجاحاً كبير في أوساط الجمهور الفرنسي الأمر الذي جعل السفارة تفكر في نقل المعرض إلى الجمهور اليمني وعرض جزء من محتوياته في ثلاث مواقع رمزية وتاريخية على الهواء الطلق بالعاصمة صنعاء.
وأشار إلى أهمية الشراكة مع وزارة الثقافة ودار المخطوطات بصنعاء لعرض مخطوطات مصورة نادرة وقيمة تبرز فن الخط والزخرفة في الإسلام واهمية الحفاظ عليه من الاندثار ..
ولفت السفير الفرنسي إلى العلاقة الوطيدة عبر القرون بين الفن القديم وفن الخط العربي المعاصر المستوحى من الخط الإسلامي في العصور القديمة، والذي يجسد التكامل والتواصل بين الشعوب و الحضارات المختلفة.
وأكد أن محتويات المكتبة الفرنسية من نفائس المخطوطات الإسلامية التاريخية تؤكد مدى اهتمام الفرنسيين بالتراث والثقافة والحضارات الأخرى ..منوهاً أن البعد الفني والفن هو الوسيلة الناجحة والمناسبة للفهم والتعرف على ثقافة الآخر .
واستعرض عدد من الفعاليات والأنشطة التي نظمتها السفارة الفرنسية بصنعاء في مقدمتها معرض باريس والفن العربي المعاصر الذي أقيم نهاية 2012م بالمتحف الوطني بصنعاء بمشاركة كوكبة من ألمع التشكيليين اليمنيين والفرنسيين، وكذا معرض الفنان التشكيلي ناصر الأسودي الذي يجسد العلاقة بين الثقافتين اليمنية والفرنسية.
فيما اعربت رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي بصنعاء السفيرة بتينا موشايت عن سعادتها بإقامة هذا المعرض في الوقت الراهن الذي طغت فيه السياسة على الجوانب الثقافية والفنية ..وقالت:" ينبغي أن لاتقتصر العملية الانتقالية الحالية في اليمن على السياسة فحسب، حيث تتعلق العملية بقدرات اليمنيين على العمل سوية من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً".
وأضافت:" تتمتع اليمن بتاريخ فني طويل والذي يمكن التعرف عليه من خلال الفنون التقليدية المختلفة مثل الفن المعماري المتميز والشعر والرقصات الشعبية المختلفة، إضافة الى المواهب الذي يزخر به اليمن منوهة باهتمام المفوضية بدعم وتطوير هذه المواهب وعقب الافتتاح أطلع نائب وزير الثقافة والسفير الفرنسي وسفيرة الاتحاد الاوروبي بصنعاء ومعهم عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة على محتويات المعرض ووسائل العرض وتفاصيل المحتويات .
واستمعوا إلى شرح موسع من قبل وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب الدكتور مقبل التام الاحمدي ، ومدير المعهد الفرنسي جوليان كلاش حول طبيعة واهداف ومحتويات المعرض والذي يضم نفائس من المخطوطات الإسلامية في دار المخطوطات بصنعاء والمكتبة الوطنية بفرنسا ويعود بعضها إلى القرون الأولى للهجرة وإلى العهد العثماني.
كما زاروا متحف الآثار بكلية الاداب واطلعوا على محتوياته وأجنحته التي يضمها .. واستمعوا إلى شرح من قبل رئيس قسم الآثار الدكتور محمد السلامي حول مقتنيات المتحف عن اقسام المتحف ومحتوياته .
يشار الى انه سيفتتح غدا معرضان مماثلان في كل من : ساحة باب اليمن التاريخية لمدينة صنعاء وحديقة السبعين وتتضمن صور مماثلة من المعروضات بساحة كلية الاداب بجامعة صنعاء .