الشباب المشارك في "جيل المبدعين"

تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، افتتح اليوم المعرِض المتجول الخاص بمشروع جيل المُبدعين في فندق "دبليو" الدوحة، وهو مبادرة مستوحاة من معارض ريتشارد سيرا المتزامنة في قطر، ويستمر لغاية 17 يوليو الجاري.
ويعد المعرِضُ الثاني لجيل المبدعين، الذي تم افتتاحه في 26 يونيو، باللؤلؤة قطر، حيث يضم المعرِض صورا فوتوغرافية للفنانِين: أميرة فريد، وعبدالعزيز العجيل، وهيا آل ثاني، ومحمد عبدالله الدوسري، جنباً إلى جنب مع منحوتات كل من عبدالعزيز يوسف، وخليفة غيث الكواري..
و قامت متاحف قطر، بمتابعة الرحلة الإبداعية لستة فنانين محليين موهوبين وشغوفين، تم اختيارهم بعناية للمشاركة في هذا المشروع، وفي كل أسبوع قبل المعرِض، تم تسليط الضوء على كل من الفنانين الذين تم عليهم الاختيار، بينما أنجز كل منهم عملاً فنياً مُميزاً مستوحىً من عمل ريتشارد سيرا، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائط.
جيل المبدعين
وفي سياق تعليقه على المبادرة، قال محمد علي كمال، المسؤول عن مشروع جيل المُبدعين: "بعد النجاح الكبير الذي حققه في اللؤلؤة قطر، إننا سعداء بافتتاح معرِض مشروع جيل المُبدعين نفسه في فندق (دبليو) الدوحة، الذي يعد موقعاً آخرَ غير اعتيادي، لإقامة المعارض خارج جدران المتاحف. ونحن نهدف من خلال عرض أعمال فنانين محليين شباب في فندق (دبليو) إلى استقطاب جمهور جديد، وتعريفه بالمشهد الفني والثقافي في قطر". من جانبه قال السيد صفاك جوفنك، المدير العام لفندق "دبليو" الدوحة: "يشرفنا أن نعمل بالتعاون مع متاحف قطر لاستضافة مثل هذا المعرِض المُلهم. يعرف ريتشارد سيرا حول العام بموهبته الاستثنائية، أمّا هذا المشروع فيشكل صورة مثالية عن المشهد الفني المزدهر في قطر. ونود هنا أن نهنئ متاحف قطر على نجاحها في قيادة هذا المشروع، وتسليط الضوء على أهمية العمل مع المواهب المحليّة".
العمل الفني
وتجدر الإشارة إلى أن معرِض ريتشارد سيرا، يُعد الأشملَ لأعمال الفنان في الشرق الأوسط، مفتوحاً في عدة أماكن في قطر، ويتزامن المعرِض المنفرد في جاليري متاحف قطر (كتارا) مع معرِض منحوتة "ممر الزمن" المميزة والمتموجة، والتي صُممت خصيصاً لقاعة "الرواق ـ الدوحة للمعارض الفنية" ومع إزاحة الستار عن عمل سيرا الفني العام في قطر (شرق ـ غرب، غرب ـ شرق): العمل الفني الفريد من نوعه الذي يمتد طوله على مدى كيلومتر واحد، ويعبر محمية شبه جزيرة بروق الطبيعية، ويصل ما بين المياه في الخليج، ويتواصل عرض أعمال ريتشارد سيرا بكل من جاليري متاحف قطر ـ (كتارا) و"قاعة الرواق ـ الدوحة" في الفترة الممتدة بين 10 إبريل و6 يوليو 2014..
هذا وتعد المنحوتة "شرق ـ غرب، غرب — شرق"، ثاني قطعة فنية للفنان الأمريكي في قطر، بعد المنحوتة المسماة "7"، والتي تم تدشينها بحديقة متحف الفن الإسلامي، وهي إضافة ثابتة إلى مشهد الفن العام في قطر، ويصل طولها إلى 80 قدماً، حيث تم رفع الستار عنها في ديسمبر 2012، كأكبر قطعة فنية عامة في قطر، وأطول عمل أنجزه الفنان على الإطلاق، وهي أيضاً أول قطعة تُعرَض له في الشرق الأوسط، تم بناؤها من سبعة ألواح حديدية، تم ترتيبها بشكل سباعي الزوايا لتجسيد وإحياء الأهمية العلمية والروحية للرقم "7" في الثقافة الإسلامية، وتقع المنحوتة على ساحة تمتد لـ 250 قدماً (76 متراً) داخل ميناء الدوحة، علمًا بأن الفكرة الأصلية للمنحوتة كانت عبارة عن تصميم ثماني جهات، بطول 66 قدماً (20 متراً).
مادة الفولاذ
وتتمحور أعمال الفنان سيرا عادة حول مفاهيم الفضاء، الكمية، الوزن والجاذبية، وهو يفضل عادةً استعمال مادة الفولاذ في منحوتاته، في حين يجد إلهامَه في الذكر المتكرر في القرآن للرقم "7" وحقيقة أن عالِم الرياضيات والفلك الفارسي أبو سهل القحي، كان أول شخص قام ببناء شكل سباعي للزوايا، وقامت هذه العناصر الثلاثة بالتعريف والتركيز على جوهر المشروع.
وتم وضع جدران البرج، الذي يبلغ قياس عرضه عشرة أقدام، عند قاعدته، وتضييق المسافة في القمة، لتسعة أقدام بشكل يتضمن ثلاث فتحات مثلثة الشكل، لإتاحة تفاعل ما بين المشاهد والقطعة الفنية، وما بين مساحة العالم الخارجي، ومساحة القطعة الفنية، وقد تمت صناعة ألواح المنحوتة الحديدية من جرانيت شانكسي الأسود، وصممت لتصبح برونزية بشكل طبيعي بفعل العوامل الطبيعية.
و من المتوقع أن يتغير اللون خلال السنوات الثماني القادمة، من البرتقالي إلى إحدى درجات اللون الأسود القاتم، بواسطة عملية الأكسدة، ويبلغ طول كل لوح من الألواح الحديدية السبعة، ثمانية أقدام، وبسماكة سبعة إنشات، ويستطيع الزوار الدخول إلى داخل المنحوتة والنظر منها إلى السماء في الأعلى.