أقام المركز الثقافي العربي في أبورمانة معرضا فنيا للفنانة التشكيلية وفاء الحافظ قدمت من خلاله مجموعة من اللوحات التشكيلية التي عبرت خلالها عن هواجس امرأة تحب وطنها وطبيعة بلادها وأسرتها. وعن لوحاتها قالت الفنانة الحافظ لقد شاركت باثنتين وثلاثين لوحة اغلبها بالألوان الزيتية غلب عليها حب الوطن وآثار من بلادي تمثل الأصالة السورية وجذورها التاريخية وذلك من خلال مزجها مع الطبيعة وإعطائها ألوانا زاهية تبعث التفاؤل والارتياح في نفس المتلقي كما قمت برسم الطبيعة السورية بشكلها النقي وجمالها الاخاذ وتنوعها لما فيها من جمال متفرد لا يوجد مثله في الدنيا. وأضافت الحافظ رسمت عددا من اللوحات التي تعبر عن تماسك الأسر والعلاقات الاجتماعية الحسنة التي ترتكز على المحبة والنقاء ويكون قوامها الإخلاص والصدق وذلك بأشكال مختلفة تنوعت مواضيعها إلا أنها في النتيجة تصل إلى فكرة واحدة هي ضرورة إقامة علاقات أسرية تستند إلى المحبة والوفاء. أما عن الخيول في المعرض فرأت الحافظ أن الخيول ترتبط بالماضي وبتاريخنا المجيد الذي رافق خيالنا منذ طفولتنا فهي رمز للانتصار ورمز للشموخ وحب الوطن. وقدمت الحافظ صورا تعبر عن الأمومة وقداستها بأشكال مختلفة منها ما يحكي في ألوانه عن أهمية الام ودورها الاجتماعي والتاريخي والإنساني ومنها ما يعبر عن أحلام بعض النساء بأن يكن أمهات ليقدمن لابنائهن مايصنع منهم شرفا للقادم بالمستقبل. وأوضحت الحافظ أن سورية تهتم بالفنانين وتقيم لهم المعارض وتختلف عن بقية الدول العربية الأخرى بأنها تقدم للمرأة الفنانة كل السبل التي ترى فيها المرأة شخصيتها وتدرك حضورها كفاعلة في الثقافة الاجتماعية. وعن رأيها في معرض الفنانة قالت الكاتبة والأديبة نهى الحافظ ان الفنانة وفاء الحافظ قدمت خلال مسيرتها الفنية حالات عريقة تدل على موهبة متجذرة وقادرة على التعبير عن حضورها بتقنية وافرة تمتلك الأسس التي تعطيها شخصية الفنانة بكل جدارة فهي حتى الآن لم تقدم من قدراتها إلا الشيء البسيط لأن موهبتها تشير إلى مستقبل قد تقدم الفنانة من خلاله ألقا جماليا يتجاوز الحاضر بشكل ملحوظ. كما رأت رئيسة المركز الثقافي بأبورمانة مها ناجي أن إقامة مثل هذه المعارض الفنية يحافظ على التواصل بين الفنان ومؤسسته الثقافية ويحرض الجانبين على محاولة مستمرة لتطوير الثقافة سواء أكان بالفن أم غير ذلك. أما ما قدمته الفنانة الحافظ فهو مخزون فني يدل على ثقافة ناضجة في خيالها لأن التجربة التي قدمتها هي تجربة واقعية احتاجت الى كثير من الخبرة وكثير من الثقافة والوعي الفني حتى وصلت إلى هذه المرحلة من التقنية العالية. بدورها رأت الأديبة سوسن رجب أن مجموع ما قدمته الفنانة الحافظ يدل على تقنية عالية في الأداء وعلى نقاء روحي في طريقة التعامل مع سطح اللوحة البيضاء الذي تفاعل مع قدرات الفنانة فأتى بمكنوناتها معبرة عن صفاء اجتماعي اضافة إلى خبرة الفنانة العالية في أدائها التقني وهي تعبر بالريشة إلى العالم الآخر. كما رأت الفنانة مفيدة ديوب أن هذه الطريقة التعبيرية الواقعية تعمل من خلال شفافية مواضيعها وصفائها على خلق حالة وجدانية تقوم بين اللوحة والمتلقي وبالتالي تصل الى انسجام اجتماعي ونفسي بين الفنانة ومن يرى هذه اللوحات فيرى كم ان طريقة مزج الالوان واعطاء الألوان الجديدة التي تتماهى مع المواضيع والافكار المبتكرة كانت حذرة ودقيقة وقدمت ما تريده الفنانة بشكل عفوي لا يحتاج الى تعقيد فهو موضوع قائم يتلاءم مع الرؤى الإنسانية وتطلعاتها المستقبلية نحو الأمل والحياة السعيدة.