افتتح سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث معرض الفنان القطري محمد الجيدة الليلة الماضية والتي تنظمه الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بمقرها في "كتارا". ويضم المعرض حوالي 30 لوحة فنية من الحجم الكبير تنتمي إلى الأسلوب الواقعي، وتهتم بموضوعات ذات صبغة بيئية متمثلة في البحر وحياة الصيادين وحياة البدو والترحال وبعض مظاهر الحياة الاجتماعية مثل الفروسية والهجن والصيد بالصقور، وكذلك الموروثات الشعبية والتاريخ الذي يسطره الفنان بريشته. وقال الفنان يوسف السادة رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، إن اختيار الجيدة ينبع للواقع الأصيل لتراث وعادات وتقاليد قطر الموروثة من تمسكه العميق وإحساسه الصادق، موضحاً أن الأعمال الواقعية تحتاج إلى تأصيل وترسيخ صحيح، مما يجعل الفنان الواقعي حذرا في تطلعاته وذلك بالاهتمام بالتفاصيل للأشياء الملموسة والمحسوسة من جانب، وترابط الموضوع وارتباطه بالواقع من جانب آخر حيث إنه يؤمن بفلسفة الشفافية التي تعكس الواقع دون تزييف، مضيفا أنه يتجلى في معظم أعمال الجيدة جمال الطبيعة الفريدة والتقاليد المحلية بأسلوب تأثيري جميل. ومن جانبه قال الفنان محمد الجيدة إن هذا المعرض الثامن بالنسبة لي وقد استلهمت التاريخ القطري في أعمالي من خلال عرض غزوات ومعارك تاريخية مع جزء من الخيال، مؤكدا أنه يستهويه أيضا التعبير عن المظاهر الاجتماعية في قطر والخليج عموما لأنها تكاد تكون واحدة، فالأسواق الشعبية، والصيد والبحر والصحراء بتفاصيلها أنقلها عبر لوحاتي التي تجسد هذه المظاهر التراثية حتى لا تغيب عن ذاكرتنا وأجيالنا القادمة وذلك من خلال الأسلوب الواقعي التسجيلي. جدير بالذكر أن الفنان محمد الجيدة من مواليد الدوحة عام 1957م وحاصل على بكالوريوس تاريخ وتربية جامعة قطر، وعمل في الهيئة العامة للمتاحف والآثار قديما، حاصل على مجموعة من الجوائز والشهادات التقديرية وله اقتناءات في عدة دول ومؤسسات محلية وكان أول معرض له عام 1975 في نادي الجسرة الثقافي، وشارك في معرض الفن القطري بتونس عام 1979 ومعرض بريمن بألمانيا الغربية وجميع معارض الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وأقام سبعة معارض شخصية.