الدوحة ـ قنا
افتتح الدكتور خالد بن ابراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" معرض "لغة الماء والحجر بالجزر القطرية" للفنان القطري عبدالرحمن المطاوعة، يأتي ذلك في إطار اهتمام الحي الثقافي بالحراك الثقافي بكافة أنواعه وتشعباته الأدبية والفنية. وفي هذا السياق علق سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي قائلا: لقد تم تهيئة الحي الثقافي ليكون ملتقى المبدعين والمثقفين، حيث يسعى للمساهمة في نشر الوعي الثقافي وتشجيع وإبراز الطاقات الإبداعية القطرية، وتطوير المناخ الثقافي الفني في قطر وإشراك الفنانين في مسيرة التنمية. وأكد أن العمل على نشر الثقافة بمفهومها الواسع والشامل في صفوف المجتمع ومؤسساته المختلفة وتبني المبدعين منهم هو أحد استراتيجيات المؤسسة. وبيّن أن تشجيع المثقفين والفنانين وتحفيزهم على المشاركة والمساهمة الفعالة في الحراك الثقافي المتنوع تترجمه المؤسسة من خلال تبنيها وعرضها وتقديمها لإنتاجهم الفني في مباني ومعارض الحي الثقافي، مؤكداً أن التنوع الثقافي الذي تقوده مؤسسة الحي الثقافي كتارا هو جزء أصيل من تعزيز الحوار والانفتاح على الثقافات العالمية وبناء الجسور بين الثقافات المختلفة في الشرق الأوسط والعالم. وختم السليطي حديثه بالإشادة بالطاقات القطرية وماتقدمه من أعمال وإبداعات تثري الساحة الفنية التشكيلة، وأثنى على معرض "لغة الماء والحجر بالجزر القطرية" قائلاً: لقد تناول المعرض جزءاً مهماً من تراثنا ألا وهو التراث البحري القطري الذي نتوارثه جيلا بعد جيل ونجسده بكل الألوان والفنون، مشيراً إلى أن الشباب القطري مهتم جداً بإبراز ثقافته وتأصيل هويته فيما يقدمه من أعمال يفخر بها الجميع، ويؤدي رسالة ثقافية تُظهر قطر بصورتها التاريخية الجميلة وحاضرها المتألق والمشرق. يشار إلى أن معرض "لغة الماء والحجر بالجزر القطرية" احتوى على أكثر من 45 لوحة تشكيلية، استخدم فيها الفنان عبدالرحمن المطاوعة أربعة أنواع من الفنون ألا وهي، الفديو آرت، وأعمال في الفراغ، وأعمال النحت، وأعمال طباعية "طباعة حجرية". تحدث الفنان عبدالرحمن المطاوعة عن معرض "لغة الحجر والماء بالجزر القطرية" قائلاً: إنّ علاقتي بالبحر علاقة وطيدة بدأت منذ طفولتي، فكانت بداية تعلقي به كنزهة أو ترفيه وربما شيء بداخلي لم أعرفه. كنت شغوفاً بأحاديث البحر وبروايات وقصص آبائنا وأجدادنا في القرون الماضية، سواء في كسب واختراع وسيلة الرزق أو بالعمل بمهنة الغوص مع النواخذة بمحاملهم لاستخراج اللؤلؤ. وأضاف: كانت تجربة جميلة في حياتي عندما كنت أذهب مع إخوتي وأقربائي سواء على السيف أو بالقارب للصيد والمرح، وتغيير جو الروتين اليومي من البيت والمدرسة، فكانت هذه هي بداية تعرفي على البحر الذي يحمل المحامل الشراعية والقوارب تتراقص على أمواجه المندفعة تارة والهادئة تارة أخرى تأخذه إلى أبعد الأماكن. وكنت انظر إلى المحامل في فرضة الدوحة ومتحف قطر واستنبط المعلومات من خلال مشاهدتي للمحامل القطرية وتعرفي على أنواعها وتدور الأسئلة في ذهني عن قصص هذه "اللنجات" في الزمن الذي تمنيت لو أني ولدت فيه لأتعرف أكثر على الحياة البسيطة والممتعة التي صقلت في نفوسهم السخاء والتواضع والاحترام. لقد بدأت الإعداد للمعرض منذ يناير 2013 وأخذ مني جهداً كبيراً جداً حيث أنني لم أعش هذه الفترة وبدأت بالبحث عن المعلومة لأجسدها من خلال لوحاتي. وأضاف: قمت بعمل بحث علمي من خلال العديد من الرحلات البحرية بشكل أسبوعي لاستكشاف حياة البحر وتجميع الفكرة، كما اعتمدت خلال بحثي على المسرحيات والأفلام القديمة التي تناولت هذا الجزء من تراثنا البحري العريق.