جيجل ـ واج
تم بجيجل اغتنام فرصة إحياء اليوم العالمي لذوي الاحتياجات (3 ديسمبر من كل سنة) لإقامة معرض للأعمال الحرفية و الفنية التي أنجزها أطفال و شباب ذوي إعاقات متعددة لم تمنعهم إعاقتهم من إبراز مواهبهم و أحاسيسهم العالية، حسب ما لوحظ اليوم الثلاثاء. ونجح هؤلاء الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يوجد من بينهم من يتابع تربصات تكوينية في مؤسسات التكوين المهني فيما يتم التكفل بآخرين و متابعتهم في مراكز متخصصة بمديرية النشاط الاجتماعي أو من طرف جمعيات مهتمة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في جذب الاهتمام لأعمالهم التي أنجزت البعض منها ببراعة مذهلة. و يتحدث كل من عمار بوعبد الله (معاق حركيا) و سعيدية أعرياس (تعاني من ضعف في حاسة السمع) و هما متربصان بمركز التكوين المهني و التمهين لجيملة بكل فخر عن أعمالهما في مجالي التطريز (المجبود) و (الفتلة) و هو المجالان اللذان برعا فيهما بعد أقل من سنتين من التكوين حيث أعرب هذان الفنانان الموهوبان لوأج عن رغبتهما في أن يستفيدا من أحد أجهزة دعم تشغيل الشباب. فيما يعترف الطاهر خليفة و هو شاب مصاب بمرض عضلي ذو 25 سنة تعتمد أعماله التي هي عبارة عن تحف تزيينية على الصدفات و الرمل و الفلين بأنه يتقاسم نفس الحلم مع سعيدية و عمار إلا أن طلبه للحصول على قرض في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "قوبل بالرفض" بالرغم من أن هذا الفنان الشاب تلقى تكوينا بالمركز النفسي البيداغوجي للمعاقين حركيا الواقع بشارع "40 هكتار بجيجل". و يضيف ذات الشاب بالقول بأنه لم يفقد الأمل في تحقيق حلمه المتمثل في عرض خبرته و مهارته على أكبر عدد من الجمهور. و تثير أعمال أطفال المركزين النفسيين البيداغوجيين للأطفال غير المتكيفين ذهنيا بكل من جيجل و الطاهير المعروضة في منصة مجاورة لمنصة الطاهر خليفة إعجاب الزوار الذين قدموا لاكتشاف هذا المعرض رغم سوء الأحوال الجوية. و تعد أغلفة الأواني المصنوعة من نسيج مخرم غليظ و فراشات و عصافير الجنة المحلقة في لوحات متلألئة بألف ضوء و الأواني المصنوعة من الجبس و من الطين و المرصعة بالذهب و بالقطع المعدنية البراقة وكذا الفوانيس شاهدة على براعة و مهارة الأطفال المصابين بالتريزوميا (المنغوليين) أو الذين يعانون من إعاقات ذهنية متعددة. و توضح من جهتها الآنسة مريم مريمش و هي طبيبة نفسانية و إطار بمديرية النشاط الاجتماعي و منظمة هذا المعرض بأن أغلبية المعاقين ذهنيا تعتبر إصابتهم بهذه الإعاقة نتيجة تعرضهم لصعوبات عندما كانوا أجنة أو تعرضهم لحوادث في اللحظات الأولى من خروجهم للحياة مضيفة بأن هذه الإعاقات لم تمنع هؤلاء الفنانين الشباب من التعبير عن موهبتهم و إبراز مهارتهم و حساسيتهم. و علاوة على الأعمال المتألقة التي أنجزها أطفال معاقون ذهنيا يكتشف الزوار و يعجبون بالتقنية التي يطلق عليها "الجريدة المحروقة" حيث يقوم أطفال المركز النفسي البيداغوجي للشباب المعاقين حركيا بجيجل بإنجاز قنينات ثمينة و حاملي شموع في حين يقف الزوار مشدوهين أمام أعمال الشباب الذين يعانون من إعاقة في حاسة السمع و التي هي عبارة عن أقنعة كرنفال مذهلة. و في ختام جولة الزوار بالمعرض تعرض جمعية "تحدي و أمل" للمعاقين حركيا بسيدي عبد العزيز مجموعة من أعمال الخياطة و التحف التزيينية التي جذبت هي الأخرى الزوار الذين حضروا بأعداد كبيرة اليوم الثلاثاء للمكتبة المركزية التي تحتضن المعرض. و تعد هذه التظاهرة مثيرة للمشاعر و تذكر بمقولة مارتن لوثر كينغ "الرجل الجيد لا ينظر إلى الخصائص الجسمانية لكنه يحسن تمييز خصائصه العميقة التي تجعل الأشخاص بشرا و بناء عليه إخوة".