تعد كنوز قبر توت عنخ آمون من أهم اكتشافات علم الآثار، ويتواجد شبيه المقبرة الفرعونية اليوم السبت في مدينة نورنبرغ في بافاريا الألمانية حتى 26 من يناير القادم، تأملات من سونيا هيغازي. حتى أولئك الذين لا تستهويهم طبيعة هذه المتاحف انجذبوا إلى المعرض الألماني " توت عنخ أمون.. قبره وكنوزه" وجودته المنقطعة النظير والصرح التعليمي لشبيه كنوز قبر الفرعون الشاب (1341-1323 قبل الميلاد) لاقت قبولًا حتى في صفوف علماء آثار مصريين. وافتتح المعرض في عام 2008 في زيورخ السويسرية ليتنقل بعدها في أنحاء أوربا، ويضم المتحف 1000 نسخة من 5 آلاف قطعة أصلية استنسخها بدقة الدكتور مصطفى العزابي أحد أشهر النحاتين في القاهرة. يذكر أن معرض توت عنخ أمون الذائع الصيت والذي افتتح في بداية الثمانينات تحت رعاية أنور السادات وكارل كارستنس ضم 55 قطعة أصلية، وفي عام 1961 أعار المتحف المصري في القاهرة لأول مرة آثارًا جوهرية لخارج البلاد، ومنذ ذلك الحين يحظى معرض توت عنخ أمون بجمهور ينافس فيه كبار المعارض العالمية. ويعود الفضل في نقل فن ذاك العصر إلى يومنا هذا إلى خوف البشر من موته الغامض. ويعود الفضل في مسودة الصور عالية الجودة والتي يتجاوز عددها 2800 صورة إبان الكشف عن قبر توت عنخ أمون إلى مصور متحف متروبوليتان للفنون، هاري بورتون. وتم الكشف في الجزء الأخير من المعرض عن جزء مذهل من كنوز قبر الفرعون الشاب، كالتوابيت الذهبية والأضرحة الضخمة المتراصة في المقبرة، إضافة إلى عرشه والمجوهرات والعجلات الحربية والتمائم والأقنعة وغيرها من لوازم الحياة الآخرة. يذكر أن قناع توت عنخ أمون في قبره صنع من11 كيلو جرام من الذهب الخالص. وتم استخدام راتنجات الايبوكسي والجبس إلى جانب مواد طبيعية كالخشب والحجر وورق الذهب، وبالرغم من أن الأخير ليس من الذهب الخالص كذلك المصنع في أيام توت عنخ أمون، إلا أن له من السحر والجمال ما يخطف لب الرائي. وتجنبًا للالتباس بين النسخة الأصلية والمقلدة، نصح النحات بترك علامة فارقة على أعماله، وتبرز هنا الحرفية المصرية الحديثة والتي تسخر تقنيات قديمة لإنتاج نماذج مقلدة دقيقة للغاية. ويتوجه الفنانون والعلماء وأصدقاء مصر القديمة إلى القطع الأثرية الأصلية وهو ما ينوه إليه العاملون في مستهل الجولة التعريفية الصوتية في المعرض بوضوح مذكرين بأن محتويات هذا المعرض مجرد نسخ وناصحين بزيارة المواقع الأثرية الأصلية. وينشط منظمو هذا المعرض في المجالات الترفيهية والتعليمية، في حين أن منتجه والقائم عليه شركة ألمانية عادة ما تنظم حفلات البوب والمسرحيات الغنائية. ولا تنحصر برامج المعرض المثير للإعجاب بحلقات حول التاريخ الفرعوني فحسب، بل تتعداها إلى بناء جسور تقود إلى الفن الحديث والتطور في البلاد.