تشارك أكثر من 77 دولة خلال هذه الأيام في فعاليات معرض الكتاب الدولي السادس والعشرين في طهران، إذ حضرت حوالي 1600 دار نشر أجنبية، يبلغ تعداد العربية منها نحو ثلاثين دارا فقط، لتبدو مشاركة أضعف مقارنة بالسنوات الماضية. واقتصر حضور دور النشر العربية على لبنان وسوريا ومصر والعراق، في حين تمثلت مشاركة الدول الخليجية ببعثاتها الرسمية لمستشارياتها الثقافية في طهران. ورغم أن زوار المعرض من فئة الشباب بشكل عام، فإن من يزور الجناح العربي كانوا قلة تتمثل في طلاب العلوم الشرعية وبعض المهتمين بتعلم اللغة العربية أو من العرب المقيمين في إيران. ويرى صاحب مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر في بيروت محمد علي اليوسفي أن الإقبال خلال الأعوام الماضية كان أكبر. وفي حديثه للجزيرة نت أشار إلى أن نقل موقع الجناح العربي بعيداً عن دور النشر الإيرانية لا يسمح للقراء بتفقده عند مرورهم، مما جعل زوار دور النشر العربية من طبقة تهتم بموضوع معين، حسب رأيه.  اليوسفي: الإقبال في الأعوام الماضية كان أكبر (الجزيرة نت) وحضرت على رفوف هذه الدور الكتب الدينية بقوة، وقال اليوسفي إنه رغم أنها تشكل غالبية فإن دور نشر من مصر ولبنان شاركت بكتب أدبية وتاريخية هذا العام كذلك كونها مطلوبة من قبل بعض المهتمين. وخلال جولة الجزيرة نت في المعرض أبدى معظم زوار القسم العربي استياءً من عدم وجود كل أنواع الكتب، فالأمر مهم بالنسبة لهم بسبب عدم توفرها في السوق الإيرانية، ولاسيما الرواية العربية، وطالبوا بفعالية أكبر لدور النشر. ويرى صاحب دار الآفاق العربية للنشر والتوزيع من مصر سليم عبد الحي سليم أنه لا يجب تقييم المشاركة حسب عدد الدور، وإنما حسب المنتج المعروض. وسبب هذا الضعف قد يعود لعدة أمور، برأي سليم، وفي مقدمة ذلك التكاليف العالية المترتبة على الشحن، "وهذا يعود لعدم وجود خطوط نقل أو سفر مباشر بين طهران والقاهرة". وذكر أنه رغم الأوضاع في المنطقة فإن التعاون الثقافي "يجب أن يكون على مستوى أعلى بين البلدين". وحسب رأيه، يمكن جذب القارئ الإيراني بتشجيع تعلم اللغة العربية وتنشيط حركة الترجمة من العربية إلى الفارسية. وبالنسبة لسليم، فالتراجع في معرض طهران هو تراجع حال الثقافة بشكل عام في دول العالم الثالث، فالقراءة فيه محدودة وحجم صناعة النشر في الدول النامية لا يمثل أكثر من 1% من المعدل العالمي، والأسباب اجتماعية واقتصادية، وعليه يجب -كما يقول- تنمية عادة القراءة منذ الصغر.