أبوظبي ـ وكالات
أكد الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي مدير مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة على دور أبناء الوطن في العناية بإرثهم الحضاري، ممثلاً في الآثار التي ينبغي الحفاظ عليها للأجيال المقبلة. وافتتح القاسمي صباح أمس معرض “آثارنا تحكي تاريخنا” الذي تقيمه إدارة متاحف الشارقة بقاعة المعارض المؤقتة في متحف الشارقة للآثار بالتعاون مع إدارة الآثار التابعة لدائرة الثقافة والإعلام، بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس متحف الشارقة وانطلاق أعمال بعثة التنقيب المحلية التي بدأت منذ1993. خلال جولته التفقدية في المعرض، استمع مدير مكتب سمو الحاكم إلى شرح مفصل من الدكتور صباح جاسم مدير إدارة الآثار حول المقتنيات المختلفة، مشيداً بدور إدارة متاحف الشارقة ومتحف الشارقة للآثار في إبراز أهمية الآثار وما تحمله من قيمة تاريخية ثمينة. ويستعرض معرض “آثارنا تحكي تاريخنا” تاريخ الشارقة منذ أقدم الإشارات الدالة على الوجود البشري فيها مروراً بالعصور المختلفة، ويبين حصاد أعمال بعثة التنقيب المحلية في عدد من المواقع الآثارية المهمة كالفاية، ووادي الحلو، وجبل البحيص، و دبا، و مليحة، والتي مكنت العلماء من إعادة كتابة تاريخ الإمارة عبر العصور، كما يشكل فرصة لتعريف الباحثين والجمهور بآثار الشارقة والجهود المتميزة التي بذلت في اكتشافها والحفاظ عليها. من جهتها، اعتبرت منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة أن المعرض الافتتاحي الذي يقام في الصالة الجديدة للمعارض المؤقتة فرصة لا مثيل لها للباحثين والجمهور لدراسة الاكتشافات الأثرية في الشارقة من خلال 4 قصص تستكشف التاريخ القديم للمستوطنات البشرية، والمعتقدات حول الحياة والموت، وتاريخ الشارقة التجاري وكفاح سكانها القدماء من أجل البقاء. وأضافت أن المعرض يتضمن مجموعة من 115 قطعة نادرة وفريدة، و 6 نماذج يتعرف الزوار من خلالها على الجهود المتميزة التي بذلت من أجل الكشف عن التراث الغني للإمارة واستكشاف ماضيها والحفاظ عليه. ومن أبرز المكتشفات الأثرية التي تعرض للمرة الأولى مصب برونزي على شكل رأس حصان عثر عليه في منطقة مليحة، يعتقد أنه يعود لـلعام 150م، وجرة أمفورا مستوردة ذات تزجيج أصفر مع رقبة طويلة ومقبضين طويلين، وجدت مدفونةً في مدينة دبا عام 2004 وتعود لـلعام 100 م، أو ما يعرف بالفترة الهلينيستية. وتعرض الفعاليات مشطاً فريداً من العاج عثر عليه في دبا وتظهر فيه تأثيرات هندية واضحة في الزخرفة ناهيك عن مادته وهي العاج التي ربما كان مصدرها فيلاً من تلك البلاد، وقطعة مشغولة من العظم يعتقد أنها تعود للفترة بين القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي نُقشت عليها رسوم تجريدية تظهر ما يشبه وجهاً بشرياً. في سياق آخر، أصدرت إدارة متاحف الشارقة كتاب (آثار الشارقة تروي تاريخها) والذي يستعرض حصاد التنقيبات الأثرية في الإمارة على مدى العقود الأربعة الماضية.