إتهم الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد المجيد بوقرة، المغرب بالعمل على عرقلة جهود الجزائر في إرساء السلم والأمن في مالي، ونسف الجهود التي تقوم بها لتطبيع العلاقات مع الرباط. ونقل التلفزيون الجزائري الرسمي عن بوقرة قوله، اليوم الخميس، إن "هناك تدخلات تحاول عرقلة جهود الجزائر الهادفة إلى إرساء السلم والأمن في مالي، وإن هذه التدخلات صادرة عن بلدان لم تدرج في أجنداتها استتباب الأمن والسلم في المنطقة". وأوضح أن "الحكومة المالية تدرك ذلك وبدعمها ومساندتها سنحاول تعجيل مسار السلم والأمن في هذا البلد". وأضاف أن "الجزائر باشرت في كانون الثاني/يناير الفائت محادثات تمهيدية تهدف أساساً إلى جعل الحركات المتواجدة في شمال مالي تلتف حول العناصر الأساسية التي من شأنها تشكيل أرضية مفاوضات مع الحكومة المالية في باماكو من أجل إيجاد حل لمشكل مالي". وأشار إلى أن "ثلاث حركات وافقت على توقيع أرضية مشتركة ما عدا الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تشهد صعوبات داخلية". وأكد بوقرة على أهمية "بذل جهود إضافية من أجل جعل الحركة الوطنية لتحرير أزواد تنضم للحركية التي باشرتها الجزائر منذ يناير الماضي". ودعا بوقرة المغرب إلى "ضبط النفس والتعقل" بسبب الحملات الإعلامية التي يقوم بها ضد الجزائر". وقال "نأمل أن يحتكم إخواننا المغاربة إلى ضبط النفس و التعقل، وأن تتوقف الحملات المغربية التي باتت مفرطة من خلال تصريحات صادرة عن أحزاب سياسية وجمعيات ووسائل إعلام عمومية وخاصة وبعض المسؤولين السياسيين". وأكد بوقرة على "ضرورة وضع حد لذلك لنتمكن في ظل السكينة والهدوء من بناء علاقة هادئة بين البلدين الشقيقين و الجارين اللذين يتقاسمان الكثير"، معتبراً أن "العلاقات بين الجزائر والمغرب لا ترقى للمستوى المطلوب". وقال إن "الجزائر ما انفكت تبذل الجهود من أجل إدراج علاقتها مع المغرب في إطار مسار تطبيع تدريجي... مع الأسف إخواننا في المغرب لم يتجاوبوا مع هذه الإرادة وهذا الإستعداد". وبشأن الحدود البرية المغلقة من جانب الجزائر مع المغرب منذ 1994، قال بوقرة "لقد سبق وحاولنا سنوات 2000 و2005 و2011 العمل في مسار تدريجي لأننا كنا نريد تسوية كل المشاكل القائمة على الصعيد الثنائي قبل التوجه نحو هذا المنظور.. مع الأسف كلما باشرنا مساعي وجهودا وجدنا أنفسنا أمام مشاكل تعرقل كل الجهود والمبادرات". وبخصوص الكميات الكبيرة من المخدرات التي تصادرها قوات الأمن الجزائرية، قال بوقرة "لقد كان بإمكاننا معالجة هذا المشكل لو كان هناك تعاون حقيقي من طرف مصالح جارنا (المغرب) المكلفة بمكافحة هذه الظاهرة". وأوضح أن "الجزائر تريد معالجة هذا المشكل في إطار التعاون الثنائي للجوار إذ إنها أحكم طريقة لتسوية هذا المشكل". وأسف بوقرة "ربط المغرب بعث الإتحاد المغاربي بمسألة الصحراء الغربية"، وأضاف "القول بأنه لا يمكن مواصلة بناء اتحاد المغرب العربي بسبب مشكل الصحراء الغربية يعني أننا نسير في الإتجاه الخطأ". وأكد أن قضية الصحراء الغربية "هي مشكلة تصفية استعمار تتكفل الأمم المتحدة بتسويتها من أجل إيجاد حل سياسي يقبله الطرفان ويفضي إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بحرية". المصدر: يو.بي.آي